يناير 30، 2010

ما لا تعرفه النساء

male__by_agnieszkakryspin لن أستطيع اليوم أن أبدأ بالمقدمة التي تعرفونها جيداً والتي تقول إنني أكتب ما ينضح به عقلي وما ينتجه تداعي الأفكار فقط, لذا فلن أبدأ بهذه الكلمات, ولن أحذر من محتوى هذه التدوينة الذي قد يؤدي إلى سخط البعض.

لندلف إلى الموضوع مباشرة. أعتقد أن النمو الجنسي عند الذكور يسير على مسارين متوازيين لكن ليس بنفس المعدل, وهذان المساران هما المسار الجسدي الذي ينمو بطيئاً (أو على الأقل أبطء منه عند الإناث) و المسار النفسي الذي يبدأ مبكراً جداً. الذكر يبدأ في التدرب على أدواره الذكورية منذ الرابعة تقريباً, لكن التدرب على الأدوار الجنسية قد يبدأ مع نهاية المرحلة الابتدائية. قد تستغربون ما أقوله لكنها الحقيقة, وربما ينبغي أن أشير هنا إلى وجود اختلافات تعتمد على البيئة والمحيط الخارجي الذي يعيش فيه الذكر تؤثر على وقت حدوث هذا النوع من المران النفسي الجسدي أو تلغي حدوثه من الأساس.

أعرف أن ما سأقوله هو نوع من الحدس المخلوط بالدراسة. أي أنه نوع من الملاحظة العارضة التي استقيتها من خلال اقترابي من كل الفئات السنية أثناء عملي كمدرس ومن خبراتي الشخصية, مخلوطة بدراسات نفسية وتربوية تعرضت لها, لذا لن يكون الكلام دقيقاً للتطبيق على جميع الحالات, لكنه سيكون صحيحاً في المجمل.

عند انتقال الذكر من المدرسة الابتدائية إلى الإعدادية, خاصة تلك المدارس التي تفصل بين الجنسين, فهو يدخل إلى بيئة مختلفة المثيرات. يبدأ في سماع تفاصيل تغير من تشكيله النفسي كلها تتعلق بالجنس ويبزغ في عقله سؤال واحد. لماذا لا يحدث هذا معي؟ فهو لا يرى تلك الإفرازات التي يتحدثون عنها ولم يسمع من أحد من والديه أي معلومة عن هذا الموضوع. يأخذه الفضول إلى المزيد من المعرفة التي قد تكون ضارة جداً به. يحدث هذا حتى في أفضل المدارس الخاصة, ويقل كثيراً في المدارس المختلطة نظراً لتحرج الطرفين من الذكور والإناث, لكنه إن حدث فيها تكون كارثة.

ما الذي يحدث حين ترد هذه المعلومات غير المناسبة (والتي قد تكون خاطئة تماماً) إلى عقل الذكر الطفل؟ سيجد أنه ليس رجلاً, وهو لن يتفهم فكرة أنه لم يبلغ بعد, فجميع أصدقائه سيحكون عن مآثرهم التي هي لابد متخيلة. سيتسبب هذا في محاولات لاتوافقية منه للتكيف مع البناء المعرفي الجديد له, ومن هنا يبدأ في عمل سلوكيات مشينة. بمعنى أنه قد يتجه إلى معاكسة الفتيات في الشارع وأحيانا للتحرش بهن باللمس أو حتى الضرب (إن كان ربنا مديله شوية صحة يعني) كما سيتجه إلى إطلاق الشتائم بين مجتمعه الذكوري في محاولة منه لإثبات أنه أرجل من الباقين.

رأيت هذا بعيني في أفضل المدارس, وعشته بنفسي حين كنت طالباً. فحين انتقلت إلى المدرسة الإعدادية كان معي في الفصل (فصل الفائقين على فكرة) واحداً من أبناء أحد الشخصيات المرموقة في محافظتنا. "ولد ابن ناس" كما يحب البعض أن يقول, لكنه كان يركب دراجته ويغازل الفتيات بكلمات قبيحة للغاية, أو حتى بأفعال غير لائقة في الطريق العام. لم يكن عقلي يستوعب هذا في هذه الأيام, فاصطدمت به وسألته إن كان يرضى أن يحدث هذا لأخته وهو سؤال يبدو لي اليوم كلاسيكياً جداً. ورد علي برد كلاسيكي أيضاً فقال "أنا أختي ما تطلعش الشارع باللبس ده". هو تحرش فضيل إذاً.

في طريق عودتي أنا وزميل لي في المدرسة كانت سيدة محترمة تبلغ من العمر على الأقل خمسة وثلاثين عاماً (مازلت أذكر وجهها وملابسها على فكرة) تجلس في الكنبة الأمامية للميكروباص, وفوجئت به يدخل يده في فرجة بين مسند الكرسي ومقعده. لم تستطع السيدة أن تفتح فمها, وأحس هو بشعور جيد.

الجميل أن الكثير من النساء يتعاملن مع الطفل في الصف السادس الابتدائي والمراهق في الصفوف الإعدادية على أنه طفل نظراً لصغر حجمه. لم أفهم لماذا كان جارنا ينفعل كثيراً حين تقبلني ابنته ذات العشرين عاما وتحضنني ثم تدخل بي إلى غرفتها كي تلعب معي. كنت في هذه الأيام في الصف الخامس الابتدائي وكنت صديقها المميز, لكنه رفض هذه الصداقة بشكل مطلق. واليوم فقط فهمت لماذا كان الرجل يغضب كل هذا الغضب!!

سيحدث مع الكثير من الآنسات أن يكتشفن أن الطفل الذكر الذي لم يتجاوز العشرة أعوام ولم يبلغ الحلم بعد قد دخل غرفهن متسحباً في الليل, أو صارحهن بأشياء لن يصدقنها.

هذه المشكلة المتضخمة لم تنبع من سوء تربية الأولاد, وإنما نبعت من السياق المجتمعي الذي يعتبر التوعية الجنسية البسيطة سراً من أسرار أمن الدولة, ويترك الولد ينمو بطريقة نفسية جنسية غير سوية.

الذكر لن يكتسب الأدوار النفسية الجنسية له دون تدريب. هذا يحدث بطرق كثيرة لن أبينها هنا لعدم أهميتها, لكنه يحدث في حياة من نعتبرهم أطفالاً, وبشكل شبه يومي. يحتاج الطفل الصغير إلى مجتمع من الذكور كي يمارس الضرب والشد والعنف. هذه طاقات لابد من تنفيسها ومهارات لابد من التدرب عليها, لكنه يحتاج إلى الحماية أيضاً من هذا المجتمع الذي سيؤدي به إلى لا توافقية في نموه النفسي الجنسي. غير أن مجموعة الذكور هذه مهمة جداً, لعدم تحول الذكر إلى الشذوذ.

ما يحدث بعد هذا أن الولد يصل إلى مرحلة البلوغ الجسدي, وهذا يجعله يشعر بارتياح كبير, وتتغير نظرته من محاولة إثبات الذكورية الجسدية إلى الرومانسية, فتجد في المرحلة الثانوية الكثير من العلاقات بين طلبة مدرسة البنين ومدرسة البنات التي لابد ستكون ملاصقة. في هذه الفترة يتراجع العنف عند الذكور لكنه يثبت في سلوك بعضهم ويبقى حتى فترة الجامعة.

في الجامعة يقابل الذكر مجتمعاً لابد أن يكون فيه متحضراً. فالأقوال التي اعتاد على قولها والتحرشات التي أصبحت جزءاً منه ستتسبب في فضيحة له إن استمر بها, غير أنه يحاول الحصول على القبول المجتمعي وإعجاب الجنس الآخر الذي لن يأتي بهذه الطرق الغوغائية. لكن مرة أخرى أريد أن أوضح أن بعض التصرفات غير السوية قد تظهر أيضاً. أثناء مشيهم على الكورنيش فوجئ مجموعة من زملائي بالجامعة بأن "س" الولد المهذب للغاية, الوسيم جداً, المجتهد أيضاً, أعطى ضربة بكتفه لفتاة تمر بجانبه فأوقعها أرضاً. تأسف الباقون لها ووبخوه على فعلته وأوقفوا لها عربة أخذتها إلى البيت. لكن الحادثة لم تكن مجرد عنف, كانت محاولة منه وهو الوسيم الذي يقول له الجميع أن "يا خسارة إنك ما طلعتش بنت" لإثبات الرجولة, ولكن بشكل لا توافقي جعله يندم كثيراً بعدها.

تقول الإحصاءات أن أغلب المتحرشين هم من الرجال في الأربعين وما فوقها, وهذا أمر نفسي بحت. فالكثير من الرجال تستمر الخبرات الأولى لديهم, وبعد خبرات متكررة فاشلة في استرضاء الجنس الآخر يتحول الذكر إلى العادات الأولى. المحاولات الفاشلة في الاسترضاء كثيرة, ومنها فشله في الزواج, أو فشله في الزواج ممن يريد, أو فشل زيجته على المستوى النفسي أو الفسيولوجي, أو ببساطة سوء التربية, ولا أقول قلتها.

أخيراً ينكسر الجسد, وتخبو قواه, ويضعف الرجل جنسياً. وربما تجدر الإشارة هنا إلى وجود اختلافات كبيرة بين الرجال في هذا أيضاً, تبعاً لعاداتهم الجنسية خلال أيام حياتهم, وصحتهم والأمراض التي أصابتهم إلى غير هذا. وهنا تتعامل النساء مع الذكور على أنهم حملان صغيرة, وقد تتخفف الواحدة منهن من أكثر ملابسها وتقول لنفسها "ده زي أبويا", لكن الحقيقة أن بعض الرجال يكون لديهم من العقل ما يجعلهم يتفهمون هذه الرسالة, بينما يشعر البعض بإهانة شديدة. فالرجل قد يكبر أو يشيخ أو حتى يموت جسدياً, لكن شهوته تبقى مستعرة, وخبراته النفسية تستمر في العمل.

قد تؤدي هذه المقالة إلى الكثير من اللغط, وقد تؤدي بالبعض إلى الحرص المبالغ فيه من مجتمع الذكور, وهذا أمر غير صحيح تماماً, ما وددت الإشارة إليه هنا هو احترام النمو النفسي للذكر, والتأكيد على ضرورة اقتراب الأم أو الأب من ابنهما المراهق بشكل يجعله يطمئن, فكل السلوكيات الشاذة وغير السوية منبعها مخاوف وأسئلة لا إجابات لها, أو هكذا يبدو الأمر لي. أتعرفون؟ ربما يجدر بي أن أتوجه بالكثير من الشكر لأمي.

هناك 15 تعليقًا:

آيــة يقول...

واو
طيب هو انا مبدئيا لازم أوجه احترام شديد جداااا للطريقة اللي اتعرض بيها الموضوع ... تستحقه و أكثر يا عمرو .

انا كملتها باهتمام جدا ف الاول لان لفت نظري توزيع الأدوار النفسية و الاجتماعية على الذكر و الأنثى .. الموضوع قريب اوي من دراستي .. و من شغلي كمان.
بس شوية و اكتشفت انك لفتت نظري لحاجة مهمة جدا ... هو في الحقيقة حاجات مش حاجة واحدة.

عايزة ادي التعليق حقه و التركيز راح مشوار و مرجعش .. انا هقوم استعجله و ابقى ارجع انا و هو نعلق بقى .. بس حبيت أسجل تحيتي و احترامي للموضوع و طريقة عرضه ..

:)

سواحة يقول...

:-))
شكرا على الافادة

تــسنيـم يقول...

عجبتني طريقة سردك و تناولك للموضوع جدا يا عمرو بالرغم من حساسيته عند البعض أو لدى الكثيرين.

بس الفكرة في إنه ليس ما لا تعرفه النساء .. هو مالا يعرف الأغلبية العظمى من المجتمع .. ذكورا و نساء

:)

عمرو يقول...

أهلا آية
أنا كمان باشكرك على تعليقك اللي فتح باب التعليقات من بعدك
تقدري تقولي إني وأنا باكتب الموضوع ده كنت حاطط إيدي على قلبي, كنت خايف إن الناس تفهمني غلط, لكن الحمد لله ربك سترها
في انتظار تعليقك المفصل انتي وتركيزك :)

عمرو يقول...

واندا
زورونا تجدوا ما يفيدكم
:)

عمرو يقول...

تسنيم
وزارة التربية والتعليم كانت عاوزة تعمل منهج للتربية الجنسية, لكن المتخلفين اللي ما لهمش فيها طلعوا وثاروا عن جهل تام وقالوا إن منهج الأحياء كفاية, طيب من الطلبة بتعدي بالمرحلة دي قبل الثانوي أساساً, غير إن مش كل الطلبة بتاخد أحياء, غير إن منهج الأحياء مش كفاية أبداً. تعرفي أنا افتكرت دلوقتي واتغظت :)

أسما يقول...

احم... انا جييييييييييت
:)

امممم، طيب انا مش لاقي كلام اقوله، رحت و جيت علي المدونة ميت مرة و برده مش لاقية تعليق، الاقيش عندك تعليق سلف؟
D:

خمسة جد... انا طول عمري مفيش حاجة بتغيظني اد التعتيم اللاضروري بالمرة علي حقايق موجودة فينا و من المستحييييل تجاهلها لانها "عيب" هو مشن اللي قال انها عيب، و اما هي عيب، ربنا خلقها ليه بقي،ها؟ يعني انا مش هانسي رد فعل والدتي علي سؤال سألتهولها و انا عندي 10 سنين... بنت في المدرسة قالت لي علي حاجة و انا ما صدقتهاش لاني في الخريطة الادراكية بتاعتي اللي قالته ما كانش موجود، و بعد سؤالي لوالدتي تحول من اللاموجود للموجود تحت عنوان "عيب" او مثلا لما تلاقي طفل عنده سنتين و لا حاجة و بدأ و بلا مقدمات يحط ايده علي عورته من وقت للتاني، و الله اعلم ايه التفسير العلمي او النفسي له، بس انا شفته في كل الاطفال اللي مروا عليا، المشكلة مش في كدة، لان ده طبيعي، المشكلة في رد فعل الام، تروح رازعة الولد علي ايده او وشه باللألم و تروح زغراله الزغرة من هنا، و تقل "ولد، عيب!" بالزمة ده كلام؟ انا عايزة حد محترم و فاااهم ينزل كتاب "كيف تتعلم ابناءك 'العيب'"، عشان ما تحصلش ل المصايب و السلبيات اللي انت قلت عليها في البوست و اللي موجودة فعلا، عشان امشي في شارعنا زي ما بامشي و انا في امريكا هنا و مطمنة ان لا حد هيعاكسني و لا هيقول لي كلمة مالهاش لزمة و لا هيفكر يحط ايده عليا بدون وجه حق

عمرو يقول...

أهلا أهلا أهلا يا أسماء
المدونة نورت يا فندم.. إيه أخبارك؟ وأخبار بلاد العم سام؟ كله تمام؟ ده أنا قلت خلاص نسيتينا :)

وبعدين انتي ليكي يومين بحالهم ما كتبتيش حاجة, لعل المانع خيراً. البوست عموما التعليق عليه صعب. أنا عارف إنه موضوع شائك لكن كلنا بنعاني منه. أعتقد إن الذكور تحديدا محتاجين نوع من التربية النفسية الجنسية اللي قلما تحدث, ولحد ما البلد تفهم ضرورة ده هانفضل ننادي بيه.

وبعدين ما انتي كان ممكن تعملي إيه, آه تكتبي إنك قريتي وجاية تاني زي آية كده هههههه
على فكرة انتي بطلتي تعجبي بالموضوعات اللي باعملها, هو أنا مستوايا في الكتابة في الهابط ولا إيه؟ (ده سؤال الرد عليه المفروض انه يكون مدح وتفخيم مش غير كده ههههه)

ما تغيبيش تاني بقى :)

ponpona يقول...

المسار الجسدي الذي ينمو بطيئاً
و المسار النفسي الذي يبدأ مبكراً

هذا لدي الأولاد وربما لدي البنات يختلف الأمر بعض الشئ .. لأن المسار الجسدي لدي البنات يكون أسرع فهو أحيانا يسبق المسار النفسي عكس الحال عند الأولاد . سن البلوغ لديهن يبدأ من الحادية عشر لكن لدي الأولاد فهو يبدا بعد هذا بسنتين علي الأقل مما يجعل الكثير من البنات يقعن في مشكلة اخري ربما تختلف عن مشكلة الأولاد لكنها علي نفس الأهميه .. المشكله هنا هو أن بعض البنات يبلغن حتي قبل النتهاء من المرحلة الابتدائية . (طيب وايه المشكله في كده؟؟ ) المشكلة ببساطة اننا فعلا نعيش في مجتمع غريب الشكل يعتبر ان المبادئ الأساسيه عن التوعية الجنسية ( حاجه عيب وقلة أدب !! ) فالنتيجه هي ان البنت لا تعرف شيئا عن أى شئ والأم أيضا لاتتخيل أن الطفلة الصغيرة ستبلغ قبل أن تنهي ابتدائيتها فترمي الأمر من بالها تماما والذي يحدث هو أن الطفله الصغيرة تفاجئ يأشياء غريبة دون أي مقدمات أو خلفية تتيح لها تقبل الأمر كل ماتعرفه هو ماقدمته لها المفاجأة (ألم ومزيج من خجل وخوف و دماء مجهولة المصدر في ثيابها الداخلية !! ) . المفاجأة تكون أكبر كثيرا من قدرتها علي الاستيعاب والخوف والخجل يكونان أكثر من هذا ألف مرة فتكون النتيجة الطبيعية أنها تتكتم علي الأمر لجهلها بأن هذا شيئا طبيعيا وتعتقد أنا ماحدث حدث لها هي فقط . هي لاتفهم أسباب ولا تعرف شيئا والعقل الطفولي يهتدي الي أن القرار السليم هو أن تتكتم علي هذا وتعبره سرها الذي تعترف به أبدا (وجلها أيضا يجعلها غير قادرة علي ادراك ان هذا الحدث سيتكرر) ولانها تخشي ان تخبر أحدا من الكبار/امها فهي تلجأ لصديقاتها في الغالب . منهن من بلغن ويخفين أيضا ومنهن من لا يعرف شيئا عن الموضوع من الأساس وتبدأ سلسة من المعلومات المغلوطه ولا أحد يعطي اجابة شافيه للكم الهائل من الأسئلة الذي وضع نفسه فجأه علي خريطة الإدراك.

وحين تدرك الأم لا تعطي سوي اجابات مقتضبه جدا لا تجيب بقدر ما تزيد الحيرة

- ماتقلقيش دا شئ طبيعي وبيحصل لكل البنات
- طيب اشمعني فلانه لأ؟
- هي لسه صغيرة
( البنت لاتستوعب هنا كيف تكون زميلاتها في الفصل لسه صغيرة !! كيف وهي مثلها؟ أم هل أصبحت هي كبيرة ؟؟ وكيف؟ كيف لحدث تعتبره مخجل جدا أن يجعلها كبيرة !! )

- طيب هو دا بيحصل ليه؟
- هو كده .. ربنا عايز كده !!
- طيب بيحصل ازاي ؟ انا ماتعورتش ولا حاجه الدم ده جه منين ؟؟؟
- الله !! ... انتي بقيتي رغايه كده ليه ؟ يللا روحي شوفي مذاكرتك !!

ينتهي الحوار والبنت لاتفهم شيئا . فقط يصل إليها احساسا قويا بأن هذا الأمر عيب عيب عيب ولا يصح التحدث فيه مع أحد .. أو مع الأهل خصوصا . وينقلب الأمر تماما -وهذا يستوي فيه الأولاد والبنات - . فبدلا من أنا يكون الأهل هم المصدر الآمن لمثل هذه الأشياء فهم ينهرون أطفالهم عند أول بادرة سؤال . فيبدأ الطفل بالبحث عن مصادره الخاصة والأصدقاء والنت يوفرون أرض لا بأس بها للمعلومات المغلوطة والأشياء التي تزيد الطينة بلة

من رفضوا تدريس التربية الجنسية في المدارس هم فعلا يعانون من خلل ما في فهم الأمور لانه أولا لا يتم تدريس مثل هذه الأشياء في مناهج الأحياء والعلوم ثانيا فإن الفئة التي تتخصص علمي علوم في الثانوية فئة قليله جدا جدا من الشريحه العامة ( احنا كنا فصل واحد علمي علوم من اجمالي مدرسة فيها حوالي 13 فصل !! )
ربما تكون البنات فعلا اوفر حظا من الأولاد في هذه النقطة لأنه حين تم الحديث عن هذه الأمور في الناحية الدراسية كان فقط شرحا بسيطا للدورة الشهريه في حين انه ليس هناك من شئ يذكر عن التغيرات الجنسية والنفسيه لدي الذكور وكأنه ليس من المهم أن يعرفوا .أماا بالنسبة للشرح الذي قدمته الكتب عن التغيرات الفسيولوجيه والنفسيه التي تحدث في اثناء الدورة الشهرية فللحق هو لم يكن شرحا بمعني الشرح الذي يعطي اجابات .. فقط كان ذكرا للأحداث التي تكن أغلب البنات علي علم بها نتيجة لخبراتهم الشخصية ولكن الأسئلة من نوعية ليه؟ وازاي؟ طيب وعشان ايه؟ واشمعني؟ كلها أسئلة تظل معلقه في الهواء!! .

تــسنيـم يقول...

منهج الأحياء كافِ!!!!

طب كويس إنهم قالولنــا .. أصل مكوناش نعرف :)

الفكرة يا عمرو إن الكبت الجنسي اللي اتربى عليه الشعب ده يخليه يشوف تدريس تربية جنسية في المدارس قباحة و بجاحة .. لأن هما نفسهم _ الكبار_ طلعوا و كبروا على إن دي حاجة عيب و ما ينفعش حد يتكلم فيها .. لا بالسؤال و لا بالاستفسار و لا حتى بالشكــوى.

يا بني ليومنـا هذا لو بنت متجوزة جديد و جت تشتكي لمامتها المتعلمة اللي بتشتغل من موقف أو تستشيرها في حاجة , الأم وشها بيتقلب و تقولها معندناش بنات تتكلم في حاجة زي دي .. فتتكبت البنت دي و تتحول لأداة لكبت بنتها بعد كده

و هلم جــرااااا

عمرو يقول...

منى
بصراحة تعليقك فتح عيني على حاجات كتير قوي ما كنتش أعرفها. ما كنتش متخيل إن كمان البنات عندهم كل المشاكل دي..

تعرفي إن الحقايق دي رغم إنها بسيطة جد لكن بتودي في داهية؟ حاجة غريبة فعلا

أشكرك جدا على تعليقك ده. أنا استفدت
:)

عمرو يقول...

تسنيم
دي حاجة تستحق الثورة على النظام يا بنتي
هي الحكومة اللي جايبانا ورا, ما هي لو الحكومة شايفة شغلها كانت جابتلنا بهبهات ومهمهات من أوروبا
:)

ponpona يقول...

عارف يا عمرو
المشكلة فعلا مش مشكلة ولاد بس أو بنات بس .. لأ دي مشكلة ولاد وبنات .. يعني مجتمع كله
واللي ينقط فعلا هو التجاهل التام ده من ناحية الأباء والامهات والغريب يا أخي انهم متفقين بطريقة غير معلنه واتفاق متوارث كمان !! ماتفهمش هو ايه المشكله يعني في انهم يتكلموا مع ولادهم دي حاجه لاهي عيب ولاهي حرام .. هي ممكن بس تكون خصوصيه حبتين بس دا مش سبب للتجاهل بالعكس دا سبب أقوي لانهم يكونوا هما الموجهين المعتمدين في الخصوصيات دي .

سواحة يقول...

Amr
can I borrow this topic to discuss among my friends
in my next post ??
I'll put a link to your post ?

عمرو يقول...

it's ok wanda
waiting to read ur post :)