سبتمبر 13، 2008

بلا مصر بلا قرف!

هكذا قال لي صديقي بكل أريحية وتلقائية.. استرخى على الفوتيه وقال بصوت واثق "بلا مصر بلا قرف"..

منذ سنوات ليست بالكثيرة كان يمكن أن أقتل شخص يتفوه بكلمات كتلك, لكنني الآن أضحك. نعم أضحك وأتذكر بيت المتنبي:

وكم ذا بمصر من المضحكات .. ولكنه ضحك كالبكاegypt-flag

في الحقيقة لم أعد أعتقد أن المشكلة هي مشكلة الحكومة وحدها. لم أعد أصب جام غضبي على المسئولين. صرت أعتقد أن كلنا مدان.. وأتذكر بين الحين والآخر كلمات صديق العمر أحمد الشمسي في حديثنا المعاد المتصل عن البلد وحالها. حيث قال لي ذات مرة "إن منطق الناس فسد" وهذا التعبير تحديدا هو ما كنت أبحث عنه.. نعم التفكير نفسه أصبح فاسدا.

أتذكر أحيانا زوجة القاضي الذي كنا نعتبره رجل الديمقراطية الأوحد(لن أصرح باسمه يمكن أكون غلطان ولا حاجة) حين أطلت في أحد المحطات لتشتكي أن ابنها لم يقبل في النيابة.. هي تقول هذا الكلام كتعبير عن الإضطهاد الذي تتعرض له الأسرة.. وأنا ألمح التفكير المصري الفاسد خلف الكلام.. فهي أدخلته كلية الحقوق كي يساعده أبوه في أن يكون مستشارا وطالما لم يقبل يكون الأمر مستغربا بغض النظر عن مجموعه.. 

لماذا نستنكر إذن نشاط السيد جمال مبارك ونية والده توريث الحكم.. فأستاذ الجامعة يصبح أبنائه معيدين بالجامعة (أحدهم قال لصديق لي :"انت جاي تاخد أماكن عيالنا" ومنعه من استلام وظيفته كمعيد. وطبعا صديقي رفع قضية رأى فيها القضاء العادل أن القسم لا يحتاج وسقطت الدعوى) والمستشار حامي العد يصبح ابنه مستشارا بعد حين ويصبح ابن عم خال أبيه حاجبا بالمحكمة أو موظفا بها..

حين أتأمل ما حدث من فضائح لمصر خلال الشهر الماضي (حريق مجلس الشورى لمدة ساعة 14679ونص دون وصول عربات الإطفاء - فضيحة بكين والعودة ببرونزية واحدة - الدويقة وما حصل بها) أقول لنفسي كيف تنكب بلاد بكل هذا في شهر ولا تشير أصابع الاتهام لفرد.. بل إن المتهمين المدانين يخرجون كالشعرة من العجين. فعبارات السلام ليست مدانة ولم تقتل أحدا.. ولا يتعب أحد نفسه بسؤال القضاء من الجاني إذن؟ الطبيعة!

زرت صديقا لي يعمل بالرياض وأتى في إجازة.. كان الرجل منبهرا بما رأى هناك.. قال لي إنه شعر بمغص في بطنه فتوجه للمستشفى.. كشف عليه الطبيب ثم سأله "أكلت برة النهاردة" رد صديقي بالإيجاب.. وبعد ثلاث دقائق وصلت الشرطة وفتح المحضر.. سأل الضابط "هل تعتقد أن السندوتشات التي أكلتها هي سبب المغص؟!ّ" صديقي يعمل بالرياض منذ عام تقريبا قال لي أنه يشعر بالفخر لأنه صار منهم وأنه يشعر بالانتماء لهم.. ثم استرخى وهو الآخر وقال بأريحية "بلا مصر بلا قرف"

يواتيني ويواتي كل شباب جيلي إحساس عميق بأن هذا البلد لم يعد لنا.. أو بمعنى أدق همومه لنا وخيراته لهم.. وهو ما أشار له مجدي الجلاد في مقاله المعنون "قضية أمن دولة"

يوليو 16، 2008

ثلاثية غرناطة

ظلت الرواية أمامي فترة طويلة. كانت بمثابة تحدي كبير. فالقراءة في ظل الظروف التي أمر بها والعمل المتواصل الذي لا ينتهي أصبحت أمرا محالا.. أهدتني الرواية صديقة عزيزة. كانت متأكدة أنها ستعجبني وهذا بالفعل ما حدث.

تنقسم الثلاثية إلى ثلاث روايات هي غرناطة ومريمة والرحيل وتروي النهاية المؤسفة لقصة المسلمين في الأندلس. تبدأ الرواية بداية غير عادية بالمرة فأبو جعفر الرجل التقي الطيب يرى جارية عارية تعبر أمامه متجهة إلى البحر. يعلمنا أبو جعفر أن ما رآه نذير شؤم وأن الأحوال ستتبدل. بداية رائعة لا تملك سوى أن تصفق بعد الانتهاء منها.

dfj في الصورة حي البيازين. أحد الأحياء الأساسية في الرواية

هناك الكثير من الأحداث التي تنفعل لها في الرواية منها: موت أبو جعفر, ومحاكمة سليمة, ثم حرقها, عودة سعد وفاجعته في زوجته, رحيل نعيم وعودته, موت مريمة, وإصرار علي على البقاء رغم قرار الترحيل.

كل من كتبوا عن الرواية امتدحوها أشد امتداح. والحق أنها تستحق لكنني أردت أن أوضح بعض الهنات الموجودة أو فلنقل اختلافات في النظرة بيني كقارئ وبين رؤية الكاتبة.
في الرواية يرسم حسن أبي جعفر كرجل علمه جده وهذبه, وكل سلوكيات حسن تسير في هذا المسار. كما ترسمه الكاتبة محافظا يخشى على moorish أسرته ويحوطها ويخاف من مجرد انتمائها لجار تشوبه شبهة توقعهم في مشكلة مع القشتاليين مع ذلك نجد حسن في أحد فصول الرواية ينخرط في فعل زنا مع مومس دون أن يضيف هذا أي شيء لمسار الحبكة أو التسلسل الدرامي لها. الغريب في الأمر أن علي يقع في نفس الفعل في الرواية الثالثة "الرحيل" لكنه أطيب من جده فيساعد المومس نجاة على الخروج من دائرة العهر.

في الصورة التعميد القسري لنساء المسلمين في غرناطة

الرواية في غرناطة ومريمة مضفرة تتباعد فيها الشخصيات عن بعضها ويتوالى ذكر أخبار كل منهم لكنها في الجزء الثالث أصبحت خطية مع موت كل الأبطال.

بالرغم من ظهور أبطال جدد في "الرحيل" إلا أنهم كانوا يتسمون بسمت تاريخي أكثر منه قصصي. فالشاطبي الذي يشغل حيزا كبيرا من الجزء الثالث نعرف أخباره ولا ندري من زوجته ولا أولاده ولا متى يغضب أو متى يحزن. هو شخصية تاريخية خالية من انفعالات البشر التي تضفيها الأعمال القصصية والروائية على أبطالها.

 burn
في الصورة إحراق الكتب العربية

أكثر ما يجذب نظرك في الرواية هو عدم هدوء أو استكانة مشاعر الأبطال فالعشق لا يرتوي والحلم لا يتحقق والبحث يظل مستمرا وحين يجد الحبيب حبيبته تموت مثل ما حدث مع زوجة نعيم وما حدث مع كوثر.

أفضل شخصيات الرواية على الإطلاق من وجهة نظري هو نعيم. ولا أدري لماذا أعتقد أن هذه الرواية لو تم تحويلها لمسلسل أو فيلم سيكون خالد النبوي أفضل من يقوم بالدور.

 
ربما أكون قد تطاولت بمجرد الحديث عن هنات في هذا العمل المضني والمتقن, لكن يشفع لي أن ما قلته كان رؤى قارئ أكثر من كونها لناقد.

يوليو 05، 2008

حدادا على وفاة المسيري


يقف الإنسان و قدماه مغروستان في الأرض وعيناه شاخصتان للسماء, وهذا هو سر عظمة الإنسان ومأساته (عبد الوهاب المسيري)

مات المسيري ولم يكتب في نعيه سوى سطر بالأهرام وكلمتين في شريط أخبار القناة الأولى.. كان الرجل خاصة في أيامه الأخيرة عدوا للنظام, ناشطا بحركة كفاية, مناضلا ضد سرطانين في آن, وكاتبا لا يشق له غبار بجريدة الدستور والعديد من الصحف الأخرى. عاش المسيري فارسا ومات فارسا. ولو أنه لم يكتب سوى "العالم من منظور غربي" لكفاه. مات المسيري لكنه بات حيا في تفكير الكثيرين منا..

لا أملك اليوم سوى أن أكرر أسئلة المسيري نفسه في مقدمته لموسوعته.. أجبني يا عبد الوهاب: "هل تموت الفروسية بموت الفارس؟ هل تموت البطولة باستشهاد البطل؟ وهل يختفي الصمود إن رحل بعض الصامدين؟" لله أنت يا عبد الوهاب.

يونيو 25، 2008

ملاحظة جديرة بالتأمل


الشحوب للخائفين
للغرقى
للمناديل التي تلوح للسفن المغادرة
لماذا لا يختار القمر لونا آخر
قد يكون الوردي الفاتح
لونا مناسبا


لازم تزوروا مدونة مصطفى السيد سمير

يونيو 10، 2008

كائن كثير الخلايا



يا حبيبي أنت تحيا لتنادي.. يا حبيبي أنا أحيا لألبي

هذا البيت كتب من آلاف السنين. لا يعرف من كتبه ولا أعرف أين كتب وفي أي عصر, لكن المهم عندي أنه يلخص نصف قصص البشر على ظهر البسيطة.

لا أدري لماذا أنزعج من نفسي كثيرا حين يغزوني رغما عني شعور استحسان مخملي رائق وإحساس بالارتياح لمجرد أن التي ركبت جواري في الميكروباص آنسة جميلة. مع أنني قد لا أنظر إليها ولا أكلمها ولا أنتظر من قربها أي نفع أو فائدة لكنها تظل مصدر جذب لتفكيري لمجرد أنها أنثى.

تمنيت كثيرا لو خلق الله البشر مثل الأميبا والحيوانات وحيدة الخلية وبعض النباتات يتكاثرون بالانقسام والتبرعم. تمنيت لو حملت داخلي أنثاي فلا أبحث عنها, ولا أضعف أمامها ولا أفتقدها.


مايو 30، 2008

حي الفئران

نعم هو موروث شعبي عندنا في مصر.. فالمخطئون عادة ما يوضعون في غرفة الفئران. حتى وقت كتابة هذه السطور كنت أتصور أن يتكلم أحدهم عن وضع طفل في غرفة الفئران أو لنقل طفلين على أقصى تقدير, لكن أن يحاول أي ما يكون أن يقنعني أن شق الأمة موضوع في حي للفئران فهذا أمر لا أفهمه.
شاهدوا معي الفيديو التالي والذي يصور المسلمين الوحشين الذين وضعوا المسيحيين المسالمين في حي الفئران أو حي الزبالين كما يفضل أن يطلق عليه الفيلم



أعترف أن هناك تمييزا عنصريا يمارس ضد المسيحيين في مصر.. لكن هذا التمييز لا يخرج من عباءة الدفاع عن مصر إسلامية إنما هو تمييز لحفظ مصالح النظام.. إن الإضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون إنما هو إحدى صور البهدلة التي يتعرض لها المصريون بشكل عام. فكلنا في الهم سواسية.

مايو 28، 2008

أن تعيش لتحزن


أعرفه جيدا حين يأتي. صرت خبيرا به وصار صديقا مخلصا. هو ذلك الحزن المخملي الرقيق القوي يتسحب على صدري آخر الليل, يطبق عليه فيشغلني عن الحر في الصيف ويدفئني في برد الشتاء.

ربما تقولون عني بعد قراءة الكلمات السابقة إني شخصية ماسوشية محبة للألم وتعذيب الذات لكن هذا غير صحيح على الإطلاق. فأنا لا أحب الحزن لكنه يعشقني ويلازمني وينام إلى جواري كل ليلة. نعم وهو لا يفعل هذا إلا مع العظماء من أمثالي. اقرؤوا معي تميم البرغوثي
أنا عالم بالحزن منذ طفولتي ... رفيقي فما أخطيه حين أقابله
وإن له كفا إذا ما أراحها... على جبل ما قام بالكف كاهله
يقلبني رأسا على عقب بها ... كما أمسكت ساق الوليد قوابله
ويحملني كالصقر يحمل صيده ... ويعدو به فوق السحاب يطاوله
فإن فر من مخلابه راح هالكا ... وإن ظل في مخلابه فهو آكله

الأسبوع الماضي أعطاني أستاذي عنتر صيلحي دراسة بعنوان "رجال حول مائدة الأدب" وهي تحكي سيرة حياة أربعة من أدباء اللغة الإنجليزية هم يوجين أونيل وجون كيتس وويليام ورثوردس وإدجار آلان بو. بعد قراءة الدراسة دار في عقلي الكثير حول علاقة الألم والحزن بقامة الأديب وحرفيته.. وانتهيت إلى أن الحزن صديق العظماء وعلى قدر عظم المرء تكون قوة الصداقة

فإدجار آلان بو عاش حياته مهاجما من كتاب جيله والنقاد ومات مخلفا أدبا لا حصر له لكن حياته على المستوى الشخصي كانت أشبه بمسرحية تراجيدية أو فيلما هنديا. حيث ولد يوجين لأبوين ممثلين ماتا وهو في نعومة أظفاره وعندما شب أحب بشدة ابنة عمه فتزوجها لكنها أيضا ماتت وتركته يقاسي ألم الفقد. ظل آلان بو يبحث عن الحب ما تبقى من حياته وظل يبحث عن حبيبته بين النساء ثم وجد في أحد شوارع باتليمور يهذي ومات في المستشفى وهو يقول "إلهي خلص روحي المعذبة"

أما كيتس فمات عنه أبوه وهو في التاسعة ثم أمه بداء السل فلم يجد في الدنيا شخصا محبا إلا أخيه الذي مات أيضا بنفس المرض .. يتخبط كيتس في البداية ثم يبحث عن الحب ويجده في المنزل المجاور ليموت تاركا الدنيا وعذابها

لن أتكلم عن ويليام ورثوردس فالرجل عاش مرفها لكن كل متارف حياته انقلبت عليه في النهاية ليعيش مأساة حقيقية يموت بعدها حزنا. أما يوجين أونيل فهو معشوق الحزن الأول. حيث ولد الرجل لأم بخل عليها زوجها بمسكن وطبيب مجيد فكان أن ولد يوجين في غرفة بفندق على يد طبيب مبتدئ أعطى الأم جرعة مورفين كي تتحمل آلام الولادة مما جعلها تدمنه بعد ذلك ليعيش يوجين محملا بهم أمه المدمنة وأبيه البخيل. آلام كثيرة تجمعت على أونيل الأمر الذي جعله ينتحر كمدا في غرفة بفندق شيراتون ليقول قولته الشهيرة "أتيت إلى العالم في غرفة بفندق وها أنا أتركه في غرفة بفندق"

إذا جمعتم معي كلام الدراسة مع حكايات نعرفها جيدا عن ناس من أمثال سعاد حسني التي غنت "الحياة بقى لونها وردي" بينما كانت تقاسي آلاما لا حصر لها وكبف ماتت تلك الميتة الغريبة الغامضة.. إذا فعلتم ذلك وجدتم معي أن الحزن صديق العظماء

هنيئا لي بصديقي العزيز


أبريل 25، 2008

صباح الخير يا بخيت



في صباح اليوم التالي كان كل شيء عاديا جدا.. أتأكد من ربطة عنقي وأناقة مظهري, أهبط السلم في تمام السابعة, أسلم على عم يوسف فيجري أمامي.. يفتح باب السيارة, يمسح زجاجها ويطلق شريط الدعاء مدفوع الأجر.

كانت الحركة في الـ"كافي شوب" المجاور قد توقفت تماما بينما تصاعد منه دخان وخليط روائح تشي بما كان يحدث بالأمس.. عابرو الطريق في هذا الوقت أحد صنفين إما نشيط جدا أو مخمور جدا. أقود بحرص وحين أصل بسيارتي إلى الشارع الرئيسي أخرج يدي وأقول بابتهاج كبير "صباح الخير يا بخيت"..

أوقف سيارتي منتظرا الرد مصحوبا بدعاء نقي. أتعجب كثيرا حين لا يأتيني رد.. لست سنوات هي مدة إقامتي بالحي لم يحدث أن غاب عن دكانه. حتى في الأعياد والعطلات الرسمية.. أخرج رأسي كي أتأكد.. وباندهاش كبير أستأنف السير.

لسبب ما لا أعرفه لم يكن عقلي قادرا على استيعاب المسألة.. كنت أتصور أن يغيب كل شيء.. وكل الناس لكن لم أكن أتصور أبدا أن تغيب ابتسامته.

في طريقي إلى العمل تذكرت يوم الخميس الماضي حين نفدت سجائري وخرجت من "الكافي شوب" كي أشتري منه علبة.. كان يقف خلف الفاترينة بجلبابه الأبيض الناصع لكنه على غير عادته تماما كان واجما. انتظرت أن يبتسم لي تلك الابتسامة التي أستمد منها طاقة اليوم في أول الصباح لكنه لم يفعل.. ولم ينصحني كما يفعل كل خميس بالابتعاد عن التدخين والسهر..

حين سألته.. قال إنه في حيرة يفكر في طعام العشاء وبأي شيء سيعود للعيال .. ابتسمت وربت على كتفه ثم قلت باستخفاف.. "كل هذا المحل وتحتار؟".. ودام صمت باهت بيننا إلى أن غير بخيت الموضوع وسألني عن أحوالي.. فحكيت له عن مشاكل العمل والحال الذي تغير والناس الذين ذهبت ذممهم.. وكان هو كعادته يسمع ويخفف عني ولا يتركني حتى أبتسم.

بعد عودتي من العمل كان الدكان ما يزال مغلقا. قالت أختي الصغرى إنه ربما قد قرر أن يستجم لفترة.. ورأى أخي أنه سافر كي يحصل إيراد الأرض في البلد, بينما خمن أبي أنه قد مرض و قالت أمي إنه سيأتي وإنه إذا غاب غدا فقد غاب الغد..

في الصباح أتأكد من أناقة بذلتي, أهبط السلم في تمام السابعة.. أسلم على عم يوسف فلا يرد.. أفتح باب سيارتي وأمسح زجاجها ثم أعود إليه فيخبرني حزن وجهه بالخبر.

في الجنازة أسمع كلمات عن صاحب الدكان المتجبر الذي جعله يعمل طيلة اليوم.. عن زائدته التي لم تحتمل.. وعن الموت الذي أختاره أثناء العمل لأنه لم يجد أجر الطبيب.. وكانت كل كلمة تهرب بقطعة من ملابسي.

أمام القبر صاح أحدهم بكلمات يحفظها "سيسألانك من ربك؟.. ما دينك؟ من نبيك؟" لكن صوت بكاء خفيض منها وهي تحمل طفليه كان يصم أذني فلا أكاد أسمع.. حين رفع كل من حولي أيديهم بالدعاء.. لم أستطع أن أفعل مثلهم.. كانت يداي عند عورتي وغصة مؤلمة تسد حلقي..

بعد صلاة الفجر غسلت الدموع وجهي لكنها لم تمح الخزي داخلي.. أخرج من المسجد فأجده أو أجد شخصا يشبهه يقف خلف الباترينة بجلباب أبيض وابتسامة دافئة. ألوح بيدي وأقول بخليط من الابتهاج والحيرة والألم "صباح الخير.. صباح الخير يا بخيت"

مارس 06، 2008

Soul's inward power

A picture taken by a tourist in Hurghada. The guy's name
is Muhammad. He cleans the streets and yet he looks so happy
But is he?... Look at his eyes to know

مارس 03، 2008

قلبي البتول


هزينى من شجرة حروفى المجهدة
يساقط البلح الرطاب
قلبى البتول اللى أعتصم بحبال سراب
لحظة ما عدى السهم من قلبه لعنيه
أدرك بأن اليوم
لا تثريب عليه