أغسطس 03، 2011

فرح!

wedding-bride-cartoonكعادتها تصر أمي في مثل هذه المناسبات على أن تنظف كل ما في البيت بما في ذلك النجف والأرضيات والحوائط وبشكل يجعلني أفكر في أنها قد تضعني أنا وأختي في "طشت" و"تدعكنا" استعداداً لاستقبال الضيوف...

شعور بالضيق ينتابني كلما تكررت هذه الطقوس...

ألاحظ التوتر على وجه أختي الصغيرة التي تمر بهذه التجربة للمرة الأولى, تقول:

- طيب افرض شافني وما عجبتوش؟ ايه اللي هايحصل؟

أحاول جاهداً أن أبتسم. أجلس كالمعلم على الكرسي وأقول:

- ده أنا أضمنك برقبتي... أنا هاقوله يا أستاذ حاجتنا درجة أولى.. طيب تصدق بالله لسة مطلع أختها الأسبوع اللي فات والزبون مبسوط آخر انبساط.

تضحك, بينما موسيقى زفاف أختي الكبرى تدق في أذني...

ربما في شهور قليلة تتركني هي الأخرى إلى آخر يشتري لها "كروت الشحن" والشيكولاتة وتتصل به بينما هو في الخارج كي يحضر لها كريم بشرة من الصيدلية أو نسكافيه من عم عصمت آخر كالذي بالقرب من منزلنا, ربما خلال شهور قليلة ستضحك له حين يخفف من توترها بينما أظل أنا وحيداً ومنسياً.

أغسطس 01، 2011

وحدهم الموتى يفرحون

hope_by_zardo

عن الدعاء. لو أردت تحريك كوب ماء على طاولة فلن يمكنك أن تفعل هذا بالدعاء فقط, بل يجب عليك أن تدعو وتعمل فتحرك الكوب وتصلي لله وبهذا يساعدك الله على تحريكه. الجميل في الأمر أنك في النهاية لن تعرف هل تَحرك الكوب لأنك حركته أم لأن دعوتك مستجابة! بينما كنت أصلي, فكرت أنه من العبث أن ندعو الله عند كل كوب نواجهه في حياتنا, وأن نتوقع أن يتدخل فيغير مسار الأحداث لأجلنا, المعجزات لا تتحقق ونحن من يحرك الأكواب في النهاية, لذا ربما من الأجدر أن ندعوه بالرحمة والمغفرة فحسب!

عن الفقد. وحدهم الذين ماتوا يفرحون لأنهم لن يموتوا مرة أخرى أما أحباؤهم فيموتون حزنا عليهم كل يوم, ربما نفقد أشخاصاً بطرق كثيرة لكن الموتى وحدهم يتحولون إلى أجساد طاهرة ملائكية فلا نستطيع سوى أن نذكر محاسنهم ولا يمكننا أن نشوه صورهم فنتكيف مع ألم الفقد... وحدهم الموتى يفرحون.

عن الأمل. بالقلم الرصاص سوف أرسم صباحا جميلاً, وأضع باقة من الزهور في يدي وشعراً على رأسي وسأخفض من حجم كرشي كثيراً, سوف أرسم الكثير من الفراش وشمسا مبهجة, باللون الأحمر المتوهج سأرسم ابتسامة على وجه فتاة لا تعرفني.