من التاريخ السري لعمرو السيد (6)
في البدء كانت دعاء. لا يمكنني القول بأن ما كان بيننا كان علاقة حب حقيقية إلا أنني أذكر أنني كنت مصرا على الزواج منها, وحينما سألني جدي عن السبب قلت له "عشان عينيها خضرا زي الملوخية يا جدو" كانت دعاء زميلتي في الحضانة بيضاء شقراء خضراء العينين, وكانت فوق هذا كله رقيقة للغاية. لكنها اختفت فجأة من حياتي بعد انتهاء سنين الحضانة على الرغم من أن والدتها أصبحت صديقة مقربة من أمي.
كنت أذهب للمدرسة مع منى, أختي في الرضاعة التي كنت أحبها أيضاً, لكن دون تفكير فعلي في الزواج منها لأن أبي كان دائما يخبرني أن هذا لا يجوز شرعاً. أحببت منى لكنني لم أدرك مدى حبي لها سوى بعد أن توفيت من أثر مرض أصابها وتركتني أذهب وحدي إلى المدرسة.
تحولت الحياة بعد منى إلى اللعب مع الرفاق من الأولاد ودخل إلى حياتي في هذا التوقيت أحد الأولاد, وكان عنيفاً جداً. فتحولت من الرومانسية الطفولية المطلقة إلى الضرب والخناقات التي تحدث في حياة الأولاد العاديين. أحمد الله أنني مررت بهذه الفترة وإلا لكنت مستأنساً جداً.
ظهرت دعاء مرة أخرى في نهاية المرحلة الابتدائية, كانت أجمل بكثير لكن كلامها تغير, وأصبحت فظة للغاية. ذات يوم طلبت مني أمها أن أوصلها للمنزل, فأشرت ونحن في الشارع إلى أعمدة إضاءة جديدة كانوا قد ركبوها في الحي كنوع من بداية الحديث, لكنها فاجأتني بجملة مازالت ترن في أذني إلى الآن: "إن شاء الله هايجي يوم يعلقوك فيها" استغربت جدا من رد فعلها, ومن تغيرها الكبير.
كنت أراقب دعاء من بعيد لكنني بعد سنة فهمت أن أسرتها تختلف كثيرا عن أسرتنا وأنها لم تعد هي ومع بداية فترة المراهقة لبست هي النقاب فلم أعد أتعرف عليها حين تمر من الشارع.
مع بداية سنين المراهقة الوسطى ظهرت في الحي سمر التي كانت تشبه سعاد حسني إلى حد بعيد, كانت مجتهدة للغاية وكانت تسهر طول الليل في البلكونة كي تذاكر, أما أنا فقد كانت المذاكرة بالنسبة لي أمر ثانوي أمام جمالها, فأنا كنت أجلس في البلكونة المقابلة أستمع إليها وهي تذاكر وكنت أحصل على درجات أعلى منها بلا مجهود كبير. الغريب أنني كنت أعرفها من خلال النادي حين كان عمري لا يتجاوز السبع سنوات, لكننا كنا دائما نتشاجر كلما تقابلنا. تعلقت قليلاً بسمر, لكنني قررت أنني لن أقترب منها ولن أفكر فيها لإحساس داخلي بأنني كبرت وأن هذا قد يقودني إلى شيء يغضب الله.
كانت المفاجأة في السنة الأولى للجامعة, حين رأيتها تجلس بجوار شاب على كورنيش النيل, لم أغضب على الإطلاق, ولم أحكم على علاقتها أو أشعر بأنها خانتني (لأن ما كانش فيه حاجة من الأساس تخوني عليها ههههه) لكن ملاحظة واحدة ملأت عقلي.. "الولد مش شبه حسين فهمي :(".
هذه العلاقات البريئة للغاية على الرغم من كل شيء فقد شكلت لدي شكل المرأة وأعطتني مفهوماً أتعامل به مع النساء. فالخبرات الأولى يتم تطبيقها على الخبرات التالية بشكل تلقائي.
لا أدري لماذا أكتب هذه القصص المخجلة.. لكن عقلي يسترجع ويحلل وأردت أن أتخلص مما كان يشغله.
ملحوظة: تم تغيير أسماء أغلب الشخصيات للحفاظ على الخصوصية.
هناك 13 تعليقًا:
بس دى مش ذكريات مخجلة على فكرة
حلو أووي بجد
أنا كنت بقرأ باستمتاع و مبتسمة جدا
بس يعلقوك على عمود النور ليه يا عمرو؟؟
D:
:-)
تصدق قعدت اقرأ و قولت حلو الكتاب الجديد ده
و طلعت اشوف اسم الكتاب لاقت اسمك جانبه :-))
صحيح ايه المخجل فى القصص؟؟
مخذتش بالى :-))
عجبتنى انك استفدت من المذاكرة الى كنت بتسمعها :-))
تعرف فعلااحنا نقطع قلبناعلشان معلومة تركز فى الدماغ دح طول السنة و الولاد مجرد قراية بسيطة و مرة واحدة و المعلومة ترشق
بس سرعة النسيان بنفس الشكل
الولاد تنسى بسرعة التذكر و البنات الذاكرة تطول معاها شوية ده لو دخلت المعلومة :-)))))))))))))
مقولتليش اخبار الايس كريم و لا الماتش نساك :-))
إنجي
إيه التعليق المقتضب ده؟ هي مش بتكسف لما الواحد يقولها.. مش عارف ده إحساس شخصي.
المهم انتي أخبارك إيه
:)
تسنيم
ربنا يكرمك يا رب. اسألي دعاء يا تسنيم, مش عارف والله لغاية دلوقتي. الجملة دي اتقالت من يجي عشرين سنة تخيلي؟
:)
واندا
ده مش كتاب دي تدوينة :) مش عارف العربي بتاعك فيه حاجات بتبقى غريبة أحيانا. انتي عشتي أد إيه في مصر؟
جربي تحكي أي حاجة شخصية هاتلاقيها مخجلة. وده مجرد شعور داخلي :)
يا بنتي أنا عندي أختي كانت بتذاكر وهي أكبر مني بسنتين فكانت من كتر المذاكرة أنا أقوم أقولها امتحنيني في اللي انتي بتذاكريه. كنت حافظ منهجها من كتر المذاكرة, أنا بقى كنت باذاكر أربع ساعات ونص كحد أقصى, وده كان كفيل إني أطلع الأول على القطاع في الابتدائي والأول على مدرستي سنتين في الإعدادي وبعدين في البيت ابتدوا يتدخلوا تدخل سافر في مذاكرتي مع الإعدادية وشهادة الثانوية فعندت وقررت ما أذاكرش عشان أنا فعلا مش بتاع مسافات طويلة, ما أنا باقعد أربع خمس ساعات وبابقى كويس سيبوني في حالي. ما رضيوش
ذكرتيني بالذي مضى
العجيب إن أنا دلوقتي بقيت باذاكر كتير وباحتاج أراجع أربع مرات عشان أبقى متأكد من الحاجة. سبحان مغير الأحوال :)
آه يا واندا
بالنسبة للأيس كريم فأنا ما أكلتهوش أصحابي الأي كلام مش رضيوا يعزموني :(
وأنا مش كنت عندي طاقة نفسية أروح وختار بصراحة, لكن الماتش ظبطني
:)
عربى لا يقبل المزايادت :-)))
"بالنسبة للأيس كريم فأنا ما أكلتهوش أصحابي الأي كلام مش رضيوا يعزموني :(
وأنا مش كنت عندي طاقة نفسية أروح وختار بصراحة, لكن الماتش ظبطني
:)"
طيب يعنى دى بالصعيدى بقى ؟؟؟
هههههه
يا واندا ده العربي بتاعي لما بادلع :) ما هو ده اللي ورثته من علاقاتي المتعددة في الطفولة :)
لكن عمرك انتي قريتي بوست عندي وطلع العربي بتاعه مش مفهوم؟ :)
عموما واضح إن ما فيش حد يقدر يغلبك
:)
اممممم... تؤ تؤ تؤ، ده انت علي كدة كنت شقي و انت صغير يا عمرو... بقي عينيها خضرا زي الملوخية؟ ايه يا عم الرومانسية دي، انت كنت جعان و لا ايه؟ بس انا جيت عند يعلقوك علي عمود النور دي و ما بطلتش ضحك و مع احترامي للآنسة بس يعني حسيت انها عبيييييطة اوي في ردها ده، في بنات كدة علي فكرة، او كانوا كدة يعني قبل ما مصر يدخلها الدش، كانوا فاكرين ان الاخلاق في العنف... يعني البنت لما ترد علي الولد بعنف و تديله علي دماغه يبقي هي كدة بتقول له انا جد و مش من بتوع " شايفة القمر يا ليلي"( و في حالة سيادتك " شايفة عمود النور؟" عمود نور ايه بس يا ابني، هاعلم فيك لحد امتي، اديك طفشتها... عموما ممكن ده يكون تفسير... و الله اعلم
باالنسبة للخجل، فمفيش اي حاجة تدعو للخجل في اللي انت قلته، غيرش بي البني آدم بيحس انه لما بيتكلم عن حاجة شخصية انه اتنازل عن حتة من او كشف ستر ما فبيحس بالخجل، رغم ان اللي حكاه في حد ذاته مفيهوش اي حاجة تدينه يعني او تخليه يحس الاحساس ده...
ارهقت... كفاياني لوك لوك لحد كدة
سلااااام
:)
إيزولد
كنت لسة هارفع حالة الطوارئ القصوى
:)
تصوري كلامك ممكن يكون صح جدا.. إيه عواميد النور اللي أنا باشاور عليها دي. بس معذور يا بيه والله أنا كنت صغنن قوي وقتها. كويس إني عرفت أنطق أساسا. وهي ماكانتش بنات قوي وقتها. إحنا كنا صغيرين قوي, وأنا فعلا كنت باتكسف منها, ممكن يكون اللي قالته مجرد كسوف
:)
تصور يا اخي انا الوحيد اللي شايف اللي انت كتبته ده "مخجل" فعلا
:D
أحمد يا شمسي
اوعا تصدق الكلام ده.. انت قصة حبي الأولى والأخيرة
هو مين قال
like attracts the like?
:)
إرسال تعليق