مايو 25، 2009

القوقزة في مقابل البهججة

untitled

1. القوقزة

أستيقظ كل صباح ولدي شعور واحد, أن معدتي ساخنة جداً, وأن قلبي قد مات وتعفن وسقط فيها, وأحس بأنني سأتقيأ. أقفز من السرير. لا أذهب إلى الحمام. أقف مكاني وأمط شفتي وأبتسم وأقول لنفسي "صباح الخير يا جميل. لماذا لم تنم جيداً الأمس؟" أرد "صباح الخير يا عمرو.. والله يا ابني مش عارف" ثم أضحك. أن تعيش بمفردك فهذا هم, وأن تعيش بمفردك بينما يأكلك الحزن ولا أحد معك كي يخفف عنك, فهذا جحيم.

اليوم جميل.. وسعيد. "يومك سعيد يا عم عمرو". أفتح الباب وأنا كلي حيوية ونشاط. أسلم على الجميع في الشركة بكل سعادة وانبساط. (زي ما بتقول الأغنية "باضحك عشان باخاف عينيا يدمعوا")

بينما أعمل, أنظر إلى النص وأقرؤه فأتذكر كلمات أضحكتني ذات يوم.. لكنها الآن جاءت تأخذ الفرحة.. وتقبض روحها. أفر من الكرسي وأدخل الحمام.. أبكي بلا صوت. حتى البكاء له حدود وقواعد ومكان!! قبل أن أخرج من الحمام, أنظر في المرآة, وأبتسم. ثم أعود إلى العمل.

في البيت, الحرارة شديدة, وأنا مرهق بعد أن أصبحت أعمل بكل ما عندي كي لا أفكر. عندما أعود, آكل فأشعر أن الأكل نار تلهب أمعائي. لكنني أحافظ على توجهي الإيجابي وأستمر في المضغ. بعد الأكل يبدأ جسمي في إعلان العصيان. ينتفض ويدق قلبي الذي يبدو كما لو بعث لتوه. ثم ما ألبث أن أحس أن الموت قد دنا, مع هذا فسرعان ما أبتسم وأقول لنفسي إن الموت لا يأتي إلا بغتة, هو لن يعطيك كل هذه المقدمات.

قبل أن أنام, أنظر للسقف, ينبغي أن نحول الليلة إلى ليلة سعيدة, ولكن كيف؟ أتخيل بصرياً كل أحلامي وقد تحققت, أتخيل أشخاصاً أحبهم فأحكي لهم, وأشكو همي, والعجيب أن هذه الحيلة تسعدني بالفعل!! أو أتصل بأحمد, صوته وحده يكفي كي أنام هادئاً. قبل الفجر أستيقظ لأجد معدتي ساخنة جداً وقلبي مات وسقط وتعفن.

2. البهججة

أنا شايف إني خبير بقى في مقاومة الحزن رغم جميع ما سبق.. على الأقل أنا باعرف أتعايش معاه وأخرج نفسي منه. في المقال ده هاقول تأملاتي عن الحزن والإحباط والاكتئاب وطرق السيطرة عليهم. على فكرة مصطلح القوقزة ده يعود الفضل فيه لإيزولد (يمكنكم الرجوع إلى تعليقاتها في لمدونة للمزيد من الفهم). وهو يعني الكلام المعقد أو المنفسن على حد فهمي. أما البهججة فأنا مش فاكر سمعته فين.

إذا كنت مصاب بالإحباط أو الاكتئاب أو الحزن والألم أو عندك ده كله يبقى لازم تعرف إن السعادة إحنا اللي بنعملها مش بتجيلنا على طبق من فضة. فيه مشاكل ما نقدرش نحلها, حاجات اتكسرت وما ينفعش تتصلح. الوقوف عند المشاكل دي معناه توقف عجلة الحياة. لذلك النصايح دي ممكن تطبقها, لو عندك مشكلة لا حل لها. أما لو زعلان من مشكلة ممكن تتحل يبقى قوم على طول دلوقتي وحلها.

1. عيط, ابكي, البكا بيعمل تنفيس انفعالي (أنا عن نفسي بانفس كتير قوي اليومين دول.. انفعالي بس ما يروحش فكرك لبعيد ههه)

2. اشتري لنفسك حاجة بتحبها, قزازة حاجة ساقعة, شيكولاتة (الكميات الكبيرة المنتظمة من الشيكولاتة تؤدي إلى الإدمان عليها والإحساس بالإحباط والاكتئاب على فكرة).

3. لا تستمع إلى الأغاني مطلقاً, لأنك هاتميل إلى اسقاط نفسك فيها وتحس بمشاعر اللي كتبوها وتقعد تغني ظلموه.

4. اسمع موسيقى بس ما تكونش جنائزية.

5. شم ريحة حلوة تكون بتحبها.

6. اتخيل إن اللي انت محروم منه موجود معاك بالفعل. أو انك حققت اللي نفسك فيه. اتخيل انك مش زعلان. عيش لدقايق برة الكبت بتاع مشاكلك.

7. التوجه الإيجابي, وده معنها إنك تفكر في إن اللي جاي أحسن. فيه كتب بتقول إن بكرة هايبقى أحسن عشان انت عايزه يبقى أحسن. ربنا يكتب عليهم بقى.

8. الأعمال الخيرية والتطوعية. لو زعلان قوي روح خفف عن الآخرين. على فكرة المتطوع والمحسن بياخد أكتر ما بيدي. بياخد فرحة. بس لازم التبرع ما يكونش بفلوس بس. لازم يبقى فيه مجهود وتطلع بقى وتشوف الناس الموجوعة بجد.

9. العمل. اشتغل كتييييييييير عشان ما تفكرش.

10. أوعى تحاول تنسى لأنك كده هاتفتكر. وأوعى تحاول تفتكر, بكده هاتنسى.

11. فيه ناس كتير بتلجأ لطرق غير توافقية في التغلب على الحزن. أوعى لنفسك كويس وخليك فايق ومصحصح.

12. كل ما تحس نفسك مخنوق, اعمل حاجة تتطلب مجهود عضلي أو خد حمام.

13. تجرد من ملابسك. أحيانا الحزام بتاع الوسط, الأساتيك, الجينز, الهدوم الضيقة بتزود من ضيقنا, فلو ممكن تخلص من الحاجات دي لما تبقى مخنوق قوي. (لما تبقى مخنوق قوي.. مش عمال على بطال وبعدين تقول عمرو هو اللي قال)

14. اختلط بالناس, عادة في الأيام الاكتئابية دي الواحد بينعزل ويقعد مع نفسه وده أكبر غلط.

15. لا تعتمد على أحد في إسعادك. ما حدش بيسعد حد, بعض الشباب حديثي التجربة بيبقوا فاكرين إنهم لما هايحبوا هايبقوا سعدا. ده أحد أوجه الحب لكن الأوجه التانية كلها معاناة. قصص الحب التي تؤدي للسعادة نادرة جداً.

16. العلاج الجماعي. لناس اللي عندها مشكلة واحدة أو مشاكل قريبة من بعضها, ممكن يقعدوا مع بعض فيحس كل واحد فيهم إنه مش لوحده في الهم وإن فيه ناس تانية همها أكبر.

السما مش هاتمطر سعادة في يوم من الأيام. إحنا اللي بنقاوم الحزن واحنا اللي لازم نرضى بحياتنا واحنا اللي بنخلق البسمة. فيه ظروف قدرية, وقرارات صحيحة مؤلمة, وقرارات خاطئة ودتنا في داهية (ممكن أكتب بكرة عن حكاية القرارات دي) كل دي حاجات بتضايقنا وما نقدرش نغيرها خلاص لكن احنا مش هانستسلم. موافقين ولا لأ؟

هذه التدوينة مهداة لإيزولد (هافضل أدلع فيكي لحد امتى وكل ما تطلبي طلب أقول حاضر؟)
:)

هناك 11 تعليقًا:

أحمد الشمسي يقول...

ياباشا أبعد الله عنك كل مقوقز وقرب منك كل مبهجج

عمرو يقول...

آآآآمين
بس القوقزة بمفهوم الكلام الغليظ مش وحشة والله. ده أنا مش لاقي حد أتقوقز معاه. تخيل؟!

أسما يقول...

شوف يا سيدي، أنا كل ما أقرأ سطر من التدوينة اللي فاتت دي اقول هاعلق عليه، و بعدين علي ما الصفحة حملّت كنت نسيت كل اللي عايزة اقوله، أوففففففففففففف أعمل ايه دلوقتي،ها؟! بس هو انا... يوووو مش عارفة، فصلت. بص أنا هاروح و احاول اتبهجج و ارجعلك تاني، يمكن ربك يفرجها بكلمتين
:)

عمرو يقول...

إيزولد
:)

Unknown يقول...

ماشى حلو اوى جدا خالص

طب لو انت اللى انت فيه دة مش مشاكل دة بقى اسلوب حياة وانت مشاكلك مش افتقاد ولا فقد لكن وضع سييء فى وسط سييء ومحدش فاهم حاجة هتعمل ايه بقى ساعتها؟؟؟

على فكرة انت قلت حاجات حلوة اوى لما ابقى زعلانة عشان حاجة تخصنى هعمل زيك بالظبط

Unknown يقول...

الا بالمناسبة
هو انا ليه عيطت لما قريت القصة بتاعة البوست اللى فات؟؟؟

أسما يقول...

و الله يا سي عمرو مش عارفة مالي اليومين دول، وشي اصفر و باحس بدوخة كدة و مش باعرف اعلق علي بوستات، خصوصا اللي من النوع المقوقز ده... عندكش يا اخويا وصفة اعالج بيها الحالة دي؟ بس اسمع، اوعي تقولي علي وصفة غالية،آه ما انت عارف البير و غطاه... يعني شوفلي حاجة كدة ف حدود جنيه جنيه و نص، بس يكون العطار اللي هيعملها شاطر.

و ميرسي علي الاهداء، و الله انا فرحت موووت لما قريت اسمي و قلت لنفسي ربنا يخليك لينا يا حاج، نعيش و ندلّع علي حسك ;)

عمرو يقول...

أهلا إنجي
سبحان الله..
لسة واحد صاحبي باعتلي وصلة المدونة بتاعتك..
أولا سيبك من التدوينة وتعالي نرحب بيكي الأول..
انتي زي ما انتي شايفة عدد زوار مدونتي مش كبير جدا. عشان كده لما حد جديد بيخشها لازم نعمله احتفال يليق بواحد من الناس اللي بيفهموا.
:)

حكاية الوسط دي بقى مشكلة مزمنة لابد من الصبر عليها. فيه نوعين من المشاكل في حياتنا. مشاكل بتوح بسرعة ومشاكل بتستمر لفترة, ومشاكل بتفضل طول العمر. هو أنا قلت كام؟ معلش طلعوا تلاتة
المهمعشان تعرفي تعيشي بقى لازم تنفذي التخيل البصري وشوية حيل (مسكنات) لغاية ما الوضع ده يتغير.
بالنسبة بقى للبوست اللي فات, يمكن عيطتي عشان اللي كتبه فرح بيه ناس كتير وهو كان بيعيط قوي.
:)

عمرو يقول...

أهلا إيزولد
طبعا بعد ما قريت تعليقك فضلت نص ساعة أضحك.. بس انت خلفتي الوعد وما كتبتيش حاجة النهاردة.. وعموماً أنا عارف حالة عدم التعليق دي إيه علاجها.
لو ما علقتيش كويس مش هاكتب تاني.. أهون عليكي؟
:)

nor يقول...

حلوة نقطة 13 دي
بس انت عارف اما اكتشفت ان عدد قراء مدونتك تضاعف بشكل طردي مبالغ فيه!!

انت عارف كام واحد مسكوه النهارده ماشي مش لابس عشانك ... اقول عليك عليه!!؟؟
طب حدد النصائح " بالمكان والزمان مش هيصه... ذي عادتك...!!

عمرو يقول...

أهلا نور
طبعا أنا ما أعرفش عددهم كام. بس إن كان ده بيريحهم يبقى مش مشكلة العدد؟
:)