مايو 24، 2009

الكبار فقط يذهبون إلى الملاهي!

afasf

أستيقظ من النوم قبل أن يدق جرس المنبه. أقفز من السرير وأتجه إلى الحمام. أبتسم في وجه شبيهي في المرآة فيرد علي بابتسامة مشابهة. أتركه بسرعة متمنياً له يوماً سعيداً كيومي. أسرع إذ لم يتبق الكثير على الموعد. تحت المياه الساخنة, تتفكك ابتسامتي وأبدأ في تذكر ما حدث.

كيف فعلت هذا؟ كيف تطلب منها اللقاء؟ تتذرع بإعارتها بعض الكتب؟ هي ذكية جداً, وهذه لعبة مكشوفة يلعبها مراهقو الثانوي! أنت تعلم أنها تخجل من نفسها, وأنها لن تفعل ذلك. سوف تتصل بك وتقول إنها لن تأتي. وستتمنى أنت لو تنشق الأرض وتبلعك من فرط الخجل.

بينما أمرر الفوطة على جسدي أنظر لشبيهي في المرآة وقد غطاه بخار الماء. أزيل بعض البخاركي أرى وجهه. أهمس له "لا تفرح.. ليس الآن".

بينما أرتدي جاكيت البذلة, أتذكر ذلك اليوم الذي استيقظت فيه قبل أمي. ارتديت بذلتي الجديدة. ورتبت سريري وجلست مشبكاً يدي حتى استيقظت. حين رأتني تساءلت عن سبب استيقاظي مبكراً وعن كل هذا الأدب غير المعتاد. أخبرتها بأنها وعدتني بأننا سنذهب إلى الملاهي. فابتسمت وقالت لي إن الساعة الثامنة صباحاً وإننا سنذهب بالليل. لم أخلع ملابسي.. جلست أتخيل العجلة الدوارة تلف بي في الهواء, تأخذني لأعلى وتهبط, ورأيت أحصنة تدور, وبالونات بكل الألوان, وتذوقت طعم غزل البنات والشيكولاتة.

سلمى تحب الشيكولاتة, ينبغي أن أشتري واحدة لها قبل أن أقابلها, أنا أكيد أنها ستفرح بها وستكافئني بابتسامة ستبقيني سعيداً لأسابيع. ربما يجدر بي أن أشتري لها هدية. هي تحب الموسيقى, وأنا سأحب اندهاشة وجهها حين ترى كل ما أنتج عمر خيرت بين يديها. ستفرح وسأفرح أنا لفرحها. ستقول لي إن هذه أفضل هدية, وسأغمز أنا قائلاً "أي خدمة". ثم تردف هي "مش قوي يعني". ونبتسم.

في ذلك اليوم انتظرت أمي طويلاً.. مللت من الجلوس والأدب ففتحت باب المنزل وجمعت أولاد الجيران. أريتهم بذلتي الجديدة.. تساءلوا هل قرب العيد. فأخبرتهم أنني سأذهب للملاهي, وأن أمي حبيبتي ستشتري لي غزل البنات والشيكولاتة, ولم أنس أن أقبض كفة يدي اليمنى وأضرب بها على يسرى مفتوحة وأنا أخرج لهم لساني. أذكر الغيرة التي كانت ستنقض علي من وجوههم.

أخذت أمي تعمل طول اليوم. كنست المنزل وغسلت الملابس وطبخت ودعتني كي آكل, لكنني كنت منشغلاً بشيء آخر. فأنا كنت أطير في الهواء وأركب السيارات وأرتطم فأرجع للخلف ثم أرتطم بمن هو خلفي فأقود إلى الأمام. في الثامنة مساء قالت أمي إنها تعبت وإننا لن نذهب لأن أبي لم يأت وهي لم تستأذن منه. حينها دمعت عيني فأخبرتني أنني رجل و.. قاطعتها بسؤالي على الفور "ألا يذهب الرجال إلى الملاهي؟"

شكرت البائع. لا أعرف كيف اشتريت لها هدية. من أنا بالنسبة لها كي أفعل هذا؟ ربما لن تأخذها وسيهرب الدم من أوصالك خجلاً..

رن جرس الهاتف, واسمها على شاشته..

- أهلاً.. أنا في الطريق.. لن تأتي؟! امم حسناً كنت أتوقع هذا.

يختنق صوتي مع الكلمات الأخيرة وأنظر للهدية في يدي بينما أحبس الدموع في عيني. أصمت طويلاً, فتضحك.. ثم تقول إنها تنتظرني. مع كلمتها أرى أبي وهو يرفعني في الهواء, ثم يلتقطني.. يجلس معي على نفس المقعد, نرتفع لأعلى, وأرى أمي من بعيد تبتسم لي وتغمز بعينها.

هناك 13 تعليقًا:

أسما يقول...

Don't know, though it's a happy piece, but it drew floods of tears from my eyes, may b cuz it's 1 am now! Anyway, Ya rab ya 3amoor teroo7 el malahy tany 2orayeb, say Ameeeeen
:)

عمرو يقول...

مين اللي بيتقوقز دلوفتي؟
:)
القصة جميلة.. أنا عن نفسي لما باقراها باقول إيه الإبداع ده كله يا واد يا عمرو.. انت عظيم يا ابني.. بس العظماء بقى لا يذهبون للملاهي
:)

عمرو يقول...

آه إيزولد
نسيت أقول آآآآآآآآآآآآمين
:)
ربنا يسمع منك يا اختي
:) :) :) :) :) :)

تــسنيـم يقول...

ملعوبة يا عمــرو بجـد

لوهلة ظننت أنك أخلفت وعدك بقصة مبهجةوأن نهايتها حزينة.. ولكنك قلبت الأشياء في اخر لحظة ومنحتنا البهجة مرتين



:)

عمرو يقول...

يا بنتي البهجة دي لعبتي
القصة اللي جاية هاسميها بهججة
ههههههههه
:)

أحمد الشمسي يقول...

البهجة لعبتك? انا برضه هحفظ لساني

عمرو يقول...

طول عمرك ذووووق
هههههه
:)

آيــة يقول...

البهجة مالها ؟؟ جبت سيرتها هنا ولا حاجة ؟؟؟
يجعل كلامنا خفيف عليها ..

لو مكنتش لحقت طلعتها بتهزر معاه و مستنياه ، أنا كنت هعيط ، و لو حد سألني كنت هقول عايزة اروح الملاهي ..

انا حبيتها اوي القصة .. مش عارفة اشرحلك ليه بالضبط .. بس لمست عندي حتة كده كانت مستخبية من مدة و محدش قربلها ... يلا ما علينا..

ما تسمي البوست الجاس بهجت أحسن ، يمكن يعدي يلاقي اسمى فيبتهج
:)

عمرو يقول...

أشكرك يا آية
أعادت كلماتك لي الثقة في قصتي. بعد تعليق أحمد
:)

تــسنيـم يقول...

لا يا عمــرو .. أحمــد مكانش يقصد القصة هو كان بيتكلم بوجه عــام

القصة دي مفيهاش غــلطة ومش مجاملة

أسما يقول...

إيه يا عبقري يا كبير، تعليق أحمد ليه يهز ثقتك ف قصتك،ها؟ و بعدين الراجل ما علّقش عالقصة اساسا، ده علق علي ان سيادتك بينك و بين البهجة عداء، مؤخرا يعني مش علي طول.

عموما يا سيدي انت مبدع، و عظيم كمان، يللا عشان ما تقولش حرماك من حاجة.

عموور، ممكن أطلب طلب؟ ممكن تكتب كل يوم بوست، قول فيه اي حاجة... اصل الدكتور قالي لازم تقري لكاتب كبير بوست كل يوم، هو قال مرتين ف اليوم، بس احنا عارفين مسؤليات معاليك و مش عايزين نتقّل.

:) :) :) :) :) :) :) :) :) :)
عشرة اهم،أظن كدة عدّاني العيب

عمرو يقول...

ربنا يسامحه بقى يا تسنيم.. أنا كنت عايز أحذف التعليق ده. بس قلت أحسن عقاب ليه هو إني أسيب التعليق عشان تعرفوه على حقيقته. قام هو لما كلمته في التليفون قعد يترجاني ويقولي والنبي شيله. بس على مين.. اتكشفت يا أبو حميد
:)

عمرو يقول...

لا شيء يجاوزك يا إيزولد.. ولا حتى العيب
أنت دائما تعرفين كيف ترسمين البسمة على وجهي.. (يعني ممكن تخشي مسابقة رسم هههه)
إيه رأيك في القوقزة النحوي دي
:)
طلبك على عيني يا إيزولد على شرط واحد
أن تكتبي أنت أيضاً
لو دخلت مدونتك بكرة ومالقيتش بوست اعرفي إن الاتفاق خلاص لن يتم
:)