من التاريخ السري لعمرو السيد
في السنة الثانية من دراستي الجامعية طلبت من أبي الموظف البسيط أن يشتري لي جهاز كمبيوتر كانت تكلفته 3500 جنيه تقريباً, كان هذا المبلغ كافياً لشراء شبكة محترمة لأي عروس في قريتنا فقد كان جرام الذهب لا يزيد عن 27 جنيهاً, كما كان المبلغ كافياً لشراء سيارة (على ما أذكر) فيات مستعملة. فوجئ أبي بالمبلغ المطلوب لكنه لم يتردد في شراء الجهاز لي.
في الأسبوع الأول من شراء أول جهاز حاسب آلي في أسرتنا قامت مشكلة كبيرة بيني وبين أبي الذي دخل إلى الغرفة فوجدني أشاهد كليب لشاكيرا. كانت الأخيرة ترقص وتغني كعادتها على الشاشة وأحس أبي أنه أجرم في حقي وأنه اشترى لي الفساد, واشترى لنفسه الغيظ والضجر. الغريب أنني لم أكن منذ اللحظة الأولى أنظر للجهاز على أنه وسيلة لاستعراض الصور ومشاهدة الكليبات والأفلام والاستماع الأغاني كما يفعل الكثيرون!!
في الأسبوع الثالث من شرائي للكمبيوتر أرسلت لأحمد الشمسي خلفية زرقاء لامعة محفور عليها اسمي بينما يتوسط هذه الخلفية اسمي أيضاً مكتوب بأحرف كبيرة من ذهب. كانت آخر معلومات الشمسي عن الفوتوشوب هو أنه برنامج تعامل مع الصور, وكان اكتشافي مذهلا لأفراد أسرته ومخزيا له بينهم.
قررنا أنا والشمسي أن نتعلم الفوتوشوب بالطريقة الصعبة, وأعجبتنا اللعبة, ثم فكرنا ذات يوم أن نصمم صفحة لنا على الإنترنت. كانت محاولات التصميم الأولى مجهدة للغاية لقلة خبرتنا. أذكر أننا أقمنا حفلة شاي بعد أن استطعنا تحويل جهاز الكمبيوتر الخاص بي إلى خادم افتراضي وهو شيء استغرق منا بحثا مكثفا وقراءة موسعة بينما هو بسيط جداً.
في نفس العام أنشأنا موقعين على الإنترنت, الأول باسم داكتووور (موقع طلاب كلية الطب) والثاني أستوووذ (موقع طلاب كلية التربية). كان تصميم المواقع يشبع لدينا الرغبة في الاكتشاف ويعطينا مساحة نكتب فيها الأدب والمقالات. كما قمنا مع دخول مصطفى عادل لفريق التصميم بعمل تغييرات أساسية على الموقعين من حيث التصميم وقمنا بإنشاء منتدى لطلاب كلية الطب.
كنا نطلق على البيت الذي يتم التصميم فيه "السيرفر", وكان السيرفر يقاس بما يقدمه من خدمات وإمكانيات وأطعمة.
كانت مثل هذه الأنشطة هي حديث الطلاب في الجامعة على الرغم من أن الإنترنت لم يكن متاحاً جدا وقتها. وكان البعض يقول الجملة الشهيرة حين نحدثه عن أي من الموقعين: أنا كمان عندي موقع اكتب عندك أحمد سامي آت هوتميل دوت كوم. ههههههههه
كانت خبرة أحمد الكبيرة بالحاسب خير معين لنا خاصة في الأمور التي تتعلق بلغة البيسيك المرئي وقواعد البيانات, أما مصطفى فكان لديه قدرة حسابية مهولة, وإصرار على متابعة الفكرة إلى النهاية, كنا نعتمد عليه في تصميم الجداول التي يصعب التعامل معها وكان دائماً ما ينتهي من المهمة بنجاح. أما العبد لله فقد كانت خبرته في الفهلوة واللمسات النهائية :)
في يوم من الأيام, عرضت علينا جمعية طلابية أن نقوم بتصميم مجلة لها, ولم نكن نعرف أي شيء عن تصميم المطبوعات , لكننا تعلمنا أن أي شيء يمكن تعلمه بالطريقة الصعبة (طريقة المحاولة والخطأ) فقمنا بتصميم أول عدد من المجلة على برنامج مايكروسوفت ورد 2003, وكانت المشكلة الكبيرة التي واجهتنا هي الصور التي لابد أن تكون عالية الجودة والنقاء وملفتة للعين. كنا نضطر إلى شراء أقراص مرنة نذهب بها إلى أقرب مركز إنترنت (لم يكن بمقدور أي منا دفع تكاليف وصلة إنترنت بالمنزل) ثم قضاء ساعات على جهاز واحد أو جهازين على أقصى تقدير والخروج بمجموعة من الصور لا يستطيع القرص تحملها, ثم العودة إلى منزل أحمد أو منزلي لإتمام التصميم. كان البحث عن الصور عذاباً لا يضاهيه عذاب لكننا كنا نستمتع برفقة بعضنا.
مع خروج العدد الأول إلى النور قررنا أن نخوض التجربة مرة أخرى, أصر أحمد أن نصمم العدد الثاني باستخدام برنامج أدوبي إنديزاين, وكنت أنا من أشد المعارضين, لكنه كان على حق, فالبرنامج يتيح ما لا يتيحه ورد ولا عشرة من أمثاله. العجيب أننا رغم تخرجنا من الجامعة نصر على تصميم المجلة كل عام.
كان أبي يتعجب كثيرا من اجتماعنا كل يوم لمدد تصل إلى 12 ساعة يوميا وتحلقنا أمام جهاز الكمبيوتر, بل كان يشك في سلوكي. لكنه يوم أمسك العدد الأول من المجلة في يده كان فخوراً بنا, وتصادف أن كتبت أنا كلمة عميد كلية الطب لتنشر في المجلة لأن الرجل كان مشغولاً, وعندما قابله أبي قال له: "انت عارف المقال اللي في المجلة؟ المقال اللي انت كاتبه؟ ابني هو اللي كاتبهولك" هههههههههه.
لتنزيل آخر عددين من المجلة اضغط هنا
عدد 2009
عدد 2010
هناك 8 تعليقات:
طب أنا عايزة أعرف اسم الدكتور اللي كان عميد الكلية .. عشان أروح أقوله صديقي هو اللي كتب المقال بتاعك
:)
السلام عليكم
ياااااه يا عمرو انت بتفكرنى بماضى سحيق انا فاكر اول عدد صممتوه كان تقريبا عن البدانة او حاجه زى كده
وكنتوا محتارين فى مجموعة صورة عن تفاحة وحواليها مازورة وواحد جسمه رفيع وراسه كبييييييرة
فعلا انتو ابهرتونا وقتها
تاريخ كبير يا عمرو باشا
انا بقى بعد ما قريت متفق معاك فى حاجتين
فى شرائك الجهاز فى السنة الثانية من الكليه وموضوع الطريقة الصعبة
كمان عجبنى الاسلوب الترويجى لآخر مجلتين D:
بس بجد المجلة رائعة
زى الصح
الله ينور
ابو الأنوار عندنا عامل ايه يا عريس
النمره غلط يا أبو البحار
مش محمد أنور اللى فى بالك
وعموما من بقك لباب السما فى موضوع العريس دا ههههههههههه
تشرفنا يا بشمهندس
:)
وانا كمان يا استاذ محمد
:) :) :) :) :)
يا رب دايما مع بعض و ناجحين كدة
انا بقي، من يوم ما جبنا الكمبيوتر و انا باتفرج علي شاكيرا... هع هع هع
:)
عموما يا فندم انا اخيرا جبت لابتوب احمر انما ايه، شيااااكة... ممكن ابقي اسلفهلكوا تعملوا عليه تصميم العدد اللي جاي من المجلة...
:)
تسنيم
هههههههههه تعالي وأنا أروح معاكي ونطلع له لساننا كمان
:)
محمد باشا بحر
العدد الأولاني كان عن الالتهاب الكبدي, أما العدد بتاع التفاحة فكان العدد التالت :)
محمد باشا أنور
ربنا يكرمك يا رب, لسة فيه مقالات كمان بنفس العنوان, ده أنا ممكن أطلع كتاب عن تاريخي :)
أسمااااء
طيب ما تسلفيني اللابتوب أشوف شاكيرا بقى عشان انتي عارفة وصية المرحوم بقى, فمش عارف أعمل كده هههههههه
إرسال تعليق