مارس 01، 2010

سماء بلا ألوان حقيقية


حسناً, سأكتب..

المشكلة أن لدي لكثير من الأشياء التي لا أريد أن أكتب عنها. لكن, ربما سأكتب عن الأفكار القصصية التي راودت عقلي, فأنا كنت أنوي أن أكتب عن رجل مشى على الماء وخلف جثته الطينية خلفه على الشاطيء واصطحبته حورية إإلى حيث تلتقي السماء والبحر, كما كنت أفكر في الكتابة عن شخص ثوري تحول في نهاية المطاف إلى صورة مبتسمة وخبر قصير في الصفحة قبل الأخيرة من الجريدة, أردت أيضاً أن أكتب عن مطلقة وحيدة في حي شعبي.

دعنا من هذا.. ربما سأكتب الليلة شيئاً مبهجاً, سأكتب حدوتة الحمار والثور ولكن بتغيير جذري للأحداث فيها, أو ربما سأكتب عن السعادة التي أشعر بها كلما سمعت شانيا تغني I'M GONNA GETCHA BABY, أو ربما سأكتب عن الفرحة غير المبررة التي شعرت بها حين مرت من جانبي دراجة نارية بسرعة غير عادية, أو ربما سأكتب عن الإسكندرية تلك المدينة التي لا أراها سوى من وراء زجاج المواصلات. أو ربما سأكتب عن سعادتي اللحظية بشراء كشكولين من عم صالح.

ربما سأكتب عن سمكة البوري التي أصلحت علاقتي مع السمك!!

لا, سأكتب اليوم عن االحب, وسأعطي نصائح لمن سيدخلون في علاقات جديدة, وسأقول في هذا أفضل مما يقوله أسامة منير في نجوم إف إم.. أو ربما ينبغي أن أكون أنا آخر من يتحدث في هذا الموضوع.

حسناً, سأكتب عني وعن رغبتي الدائمة في التواجد في دائرة الضوء, وعن الغرور الذي يعتريني, وعن اعتزازي بنقسي وثقتي بها إلى حد التعالي أحياناً, سأقول إنني مللت نفسي, وإنني لا أريد أن أكون أنا.

ربما من الأفضل أن أكتب عن الشعور غير الجيد الذي أشعر به كلما عرفت أن بالعالم أناس لم يأكلوا قلوبهم صبراً, ولم يعيدوا تدوير مشاعرهم لصناعة الأمل.

ربما سأكتب عن التصميم وعن الفكرة قبل أن تنتقل للحاسب وكيف تتطور حتى تخرج على الورق, أو سأكتب عن الألوان, فأنا اليوم اكتشفت أن الأزرق لون غير أرضي, وأن الأبيض ليس لون السحاب, فالسماء ليس لها لون في الحقيقة والبحر يأخذ لونه منها وهي بلا لون, والسحب ليست بيضاء وإلا لكان الماء كذلك. وبهذا تكون السماء كلها بلا لون!!

ربما ينبغي أن أكتب عن الكتابة نفسها, عن الوقت الذي أستهلكه كي أكتب قصة أو أحكي حدوتة وعن الفرحة حين أقرأ التعليقات.

أو ربما سأكتب عن الرواية التي مازالت تعبث بعقلي, وعن خيبة أملي كلما تذكرت أن أبي مات قبل أن يقرأها وقبل أن أهديها له. هي روايته, وآخر هدية كنت أريد أن أفرحه بها.

ربما سأكتب عن أبي, عن ذلك الوجع الذي لا أستطيع تحديد مكانه بالضبط, هو بين رقبتي وصدري في نقطة داخلية لا أستطيع أن أصفها, لكنه يأتي حين أتذكر أبي وأنا أتذكره كثيراً.

ربما سأكتب عن القلق عن الخوف من المستقبل وعن الأقدام المرتعشة التي تتقدم بخطى غير ثابتة. أو ربما سأكتب عن الشمس التي رأيتها في منامي تسيل على شقتنا القديمة. أو سأكتب عن الشعور بالفزع, حين تقع الشمس خلفك ويكون عليك أن تجري حاملاً أختيك وسط الحمم.

أو ربما سأكتب غداً

هناك 9 تعليقات:

زوجة جداً يقول...

لو قلت لك حلوةاوى يا عمرو حارضى غرورك وانت مش عايز تطبطب على نرجسيتك ولاانا..ولو قلت لك زحمة الافكار عملت دوشةوسرسبت أغلبها حاتغضب وانا مش متحمسة اثير غضبك
ولو قلت لك ان رغم الزحمة نقلت لى زخم مثير له وقع التحريض على الكتابة يمكن تنبسط ويمكن لآ..اقولك انا كمان مش حااعلق ..لما تكتب بكره ابقى انا اعلق وساعتها حاقولك :انا مبسوطة اوى انى اخيرا اول تعليق ....بجد بجد عجبتنى اوى ..تحياتى....

ponpona يقول...

ماتكتبش يا عمرو .. اتكلم
اتكلم .. ولما تحس انك بقيت خفييييف
ساعتها هاتبقى كويس لان انت كده مش كويس :(

جمال عمارة يقول...

عمورة..

نادراً ما تبدأ في القراءة، وتجد أن الكاتب أسرك في شباكه.. فلا تستطيع فكاكاً..

نادرة هي تلك الحالات، وتدوينتك اليوم واحدة منها..

بغض النظر عن المحتوى، وعن مدى ارتباطه بك شخصياً.. ما أن بدأت في القراءة حتى فشلت في التوقف، وصار كل تعبير يسلمني للآخر.. حتى نهاية التدوينة..

ربما تكون التدوينة مزدحمة بالأفكار كما قالت "زوجة جداً"، ولكن هذا هو المقصود، فالتدوينة تعبير عن "الدوشة" الموجودة في أذهان الكثيرين منا..

ولكن هناك تعبير فاجئني.. وأعجبني.. وأعتقد أنه يستحق الاقتباس.. "يأكلون قلوبهم صبراً ويعيدون تدوير مشاعرهم من أجل الأمل"..

تحياتي..

مليكة الطهر يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع أول زيــــــاره
لن آخذ هذه الفكره ..أو أنى سآخذها ..
هى أنى عثرت على كاتب بحق سأكون دائما إن أسعفتنى الفرص على صفحاته
أجد الكثير هنــــــــا لذا
سأنتظر ما تهتدى إليه ...
أستاذ عمرو
قادتنى الصدفه البحته مع" المدونات التاليه "لأجد مدونتكم

قد يكون التعليق مشوشاً كما موضوعك لكنى سأغادر لأعود إن شاء الله وقد وجدتك
لونت سمائك

ممتنه للصدفه


تقبل مرورى

سواحة يقول...

ادينا بقينا غدا فين بقى ؟؟:-))))))

سوال التعليقات بتهمك قوى كده؟؟ ليه؟؟
سوال كمان انت برج الاسد؟؟؟
سوال تعرف تقولى ايه الى لونه فعلا ابيض ناصع البياض فى الدنيا من حوالينا و ايه الى لونه اسود حالك السواد من حوالينا؟؟ هل الالوان نسبية ؟؟

شيانا توين :-))
بتعجبنى قوى كمان و خصوصه اغنيها انت فاكر نفسك مين :-)

سوال انت رجعت سوهاج و لا لسه بتلف فى البلاد سواح؟؟

كفاية اسئلة دا انت لو رديت حتكتب 10 بوستات مش بوست واحد :-)))

أسما يقول...

بغض النظر عن كل القلق و الزعل اللي عملتهولي تدوينتك دي، الا اني ما شلتش عيني من علي النص، من اول كلمة لآخر حرف... اكتب اي حاجة انت عايزها... ارغي لمجرد الرغي و فضفض... لكن اياك تشوف السما من غير لون...

علياء يقول...

تدوينة صعبة للغاية..

بمجرد ما تفرغ من قرائتها تتنهد تنهيدة مؤلمة..تلك النهيدةالتي تؤثر بك للغاية لدرجة أنها تصيبك بصمت لساعات :(

لكن تعبيراتك صائبة..

عمرو يقول...

أشكركم جميعا على تعليقاتكم التي أثلجت صدري (والدنيا برد:))

دعونا نرحب بضيفتنا الجديدة مليكة الطهر والتي يبدو من مدونتها أنها تكتب الشعر
أهلا بك يا مليكة
:)

أنسانة-شوية وشوية يقول...

عارف يا عمرو خلتو حبيبتى كلمتنى علشان اقرأ التدوينة بتاعتك من اكثر من يومين ومكنتش فاضية خالص ومش عارفة أقرأ ولا اكتب حاجة، قريتها صباحاً وحسستنى انى انا كمان نفسي اكتب اللي انت كتبته ده زى ما يكون توارد خواطر ، هناك زحمة قابعة في رأسي- علي اليمين وانت داخل- تعانى تريد ان يفرد لها صفحات كى تعبر عن نفسها هى الاخرى
جميل اوى يا عمرو وجميل انت تلمس ناس كتير بالاحساس ده وكفاية انك حرضت زوجة جدا للكتابة والتعليق:)