أكتوبر 30، 2009

الرقص متوقف على القدرة!

benbella-nasser-4 خرج أحمد بن بيلا الذي قضى ما يقرب من ربع قرن في السجون والمعتقلات ليجمع الشتات في الجزائر. من حسن الحظ أن تطابقت وجهته مع رؤى ناصر, فقد كانا يشتركان في إيمان عميق بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. خرج أحمد بن بيلا الذي لم يكن يتكلم العربية متوجهاً للقاهرة لمقابلة ناصر, ورفض أي علامة من علامات الترحيب لأنه كان يعتبر نفسه مصرياً! جاء أحمد لمصر طالباً المساعدة, فجهزه ناصر بالسلاح, وتوسط لدى الجانب الهندي لجلب المزيد من الأسلحة, وتوسط لدى الجانب السعودي فحصل منه على الأموال وتفويض بإنفاقها كمساهمة لإعانة الجزائر على القيام بثورتها في طريقها نحو الحرية.

قامت ثورة الجزائر مستلهمة خطواتها من ثورة يوليو, وأيدها المصريون في مظاهرات ضجت بها شوارع المحروسة. يقول الصحفي الجزائري ناصر الدين السعدي في مقال بعنوان "ناصر أكبر مجاهدي الثورة الجزائرية في عيون الاستعمار" أن هناك ثلاثة أسباب أساسية لقيام ثورة الجزائر من بينها: "وجود سند عربي قوي هو النظام الذي أفرزته ثورة 23 يوليو بمصر وتبنيه خطابا قوميا تحرريا مبنيا على المواجهة مع الاستعمار ووحدة الصف ودعم قوى النضال الوطني في كل مكان".
قامت الثورة ورفعت علم الجزائر الجديد الذي يرمز فيه الأبيض للسلام والأخضر للإسلام والنماء أما الأحمر فهو دماء مليون شهيد راحوا فداء الحرية.

في الأيام القليلة الماضية امتلأت المنتديات ومجموعات الرسائل الإليكترونية بصورة لعلم الجزائر تتوسطه راقصة مكتوب تحت رجليها: "ارقصي يا خضرا.. لأ مش قادرة". بالإضافة للكثير من الأفيشات التي تصور مباراة مصر والجزائر كحرب دامية, أو كما عبر أحدهم كفيلم "خادش للحياء". تتعالى الأصوات بسحق image003 الجماهير الجزائرية, والتآمر من أجل إقلاق اللاعبين بمجرد وصولهم لمصر حتى لا تكون لديهم فرصة للنوم وبالتالي يخسرون أمام المنتخب المصري. يتبادل المصريون رسائل إليكترونية وأخرى عبر المحمول تحذر من تواجد الأطفال والنساء والشيوخ في المدرجات, وتقول إن بلد المليون شهيد ستصبح بلد المليون شهيد والفريق الفقيد!! والحقيقة أننا أمام هذا كله نجد أنفسنا أمام سؤال واحد.. ما الذي حدث؟

الغريب أن هذه الروح العدائية نجدها لدى الجماهير الجزائرية أيضاً عندما نكون على أرضهم, والأغرب هو التفسير الذي نشرته صحيفة الجارديان بقلم برايان أوليفر. فقد حاولت الصحيفة أن تفسر وتؤرخ للعداء الكروي بين الدولتين بتلك المباراة التي حدثت بينهما في تصفيات كأس العالم (إيطاليا 90) والتي صعد فيها المصريون على حساب المنتخب الجزائري فجن جنون المشجعين الجزائريين وقذفوا المقصورة الرئيسية بالطين والطوب وهاجموا الحكم وأصابوا أحد أطباء المنتخب في عينه مما أفقده البصر جزئياً.

تقول الصحيفة أن أصل هذا العداء يعود إلى مشكلة سياسية كروية, بدأت مع امتناع مصر عن اللعب مع أحد الفرق الجزائرية التي كونها لاعبون جزائريون انفصلوا عن فرقهم في فرنسا, في محاولة لمساندة ثورة بلادهم!!

لا أعلم من أين جاء أيان هوكي -صاحب كتاب Feet of the Chameleon والذي نقل عنه برايان- بهذه المعلومة. لكن ألم تساند مصر الجزائر في ثورتها بجهود المخابرات, وبالسلاح, والمال, والرجال؟! ألم تختلط الدماء بالدماء والأصوات بالأصوات؟!

لا يبدو لي أن ما يحدث بين مصر والجزائر على المستويين الشعبي والرياضي من قبيل المصادفة, ولا أرى أن هذه المناوشات والحوادث الصغيرة تشعل النار بين شعبين مشيا معاً على طريق التخلص من المستعمر, وبذلا الكثير من أجل ما كانا يعتقدان أنه حرية.

مع هذا يبقى السؤال أمامنا كما هو بينما تستمتع شعوب العالم بالفرجة علينا وعلى ما وصلنا إليه من وحدة صف, ومن حرية.

العداء الدامي لدى المصريين هو نتاج طبيعي لثقافة الزحام التي نعيشها, ولتدني مستوى التفكير وعدم معرفة أبسط الحقائق التاريخية عن البلدين. فشعبنا لا يقرأ وينشغل أغلب أفراده بمحاولات إشباع حاجاتهم الفسيولوجية الأساسية. من الطبيعي جداً أن نصل لهذه الغوغائية ونحن بهذا الفقر, وهذا الجهل. من الطبيعي أن نصبح بهذه الغوغائية بعدما صارت أغنية العنب العنب أكثر شهرة وتكراراً من النشيد الوطني!!

أعتقد أن مصر أيضاً من حقها أن ترقص فرحاً بأبنائها.. هذا إن كانت قادرة!

هناك 11 تعليقًا:

ponpona يقول...

هييييييه

انا الأول .... تاتاتاتااااا

:)

جارة القمر يقول...

سبقتينى يا بونبونة مش ليا دعوة عااااااااااا

جارة القمر يقول...

عارف المثل اللى بيقول هم يبكى و هم يضحك

احنا بقى همنا يضحك اه و الله تصدق !!!
لا اعتقد ان العداء الرياضى له اصل سياسى و انما اعتقد هو تدنى فى التفكير فاصبحت الشعوب التى لا تستطيع اخذ حقها من حكومتها تبحث عن شئ اخر لتأخذ حقها منه ... ما يحدث بين المنتخب الجزائرى و المصرى يحدث بين الاهلى و الزمالك و هما ابناء بلد واحد ...اصبح من يلقى بالفاظ نابية هو الفائز فى الميدان الرياضى و قد سحق النادى المنافس له عدما قذفه بالفاظ مخزية ... اتفق معك ان ما وصلنا اليه تدنى اخلاقى و تدنى فى التفكير سحق كل ما كنا بيينا و بين الدول العربية الاخرى من دماء و عقائد ثابته

عمرو يقول...

بنبونة
على طول الأولى يا رب ي كل حياتك
:)

عمرو يقول...

جارة القمر
ولا تزعلي المرة الجاية هابقى أقولك في الخباثة كده قبل ما أنزل التدوينة
:)

Heba Gamal Emara يقول...

"العداء الدامي لدى المصريين هو نتاج طبيعي لثقافة الزحام التي نعيشها, ولتدني مستوى التفكير و.... "
الكلمتين دول صح الصح :)

يعنى فيهم المختصر المفيد :)

جارة القمر يقول...

ماشى يا عمرو بس اوعى تقول للبنت بنبونة دى عشان بتيجى بدرى اوووى :)

أحمد الشمسي يقول...

إنه الفراغ يا عمرو... الناس التي لا تعمل ولا تقرأ ولا تفكر، ماذا تتوقع منهم أن يفعلوا؟ سيشجعون المنتخب ويشتمون الخصوم، و "سيبدعون" في استخدام الفوتوشوب لتصميم بوسترات معادية خضراء.

ponpona يقول...

عمرو : ميرسي ع الدعوه ربنا يخليك
جارة القمر : هاعرف بردو

أرغي بقي
احنا مش عارفين نبص ع الصوره الأكبر
الصوره اللي احنا كلنا جواها
ياعمرو احنا حتي ف بيوتنا كل واحد قاعد لوحده
ماحدش يعرف حاجه عن تاريخ التاني

انا عن نفسي مابقتش باهتم بالسياسه .. كنت بس بطلت الصراحه
ليه؟ بقو بيحرقو دمي بيقعدو يتكلمو يتكلمو ومافيش حاجه بتحصل
فقدوا مصداقية لدي .. فالنتيجه الطبيعيه ان احنا مابقيناش عندنا هم مشترك
بغض النظر عن ان (الهم) موجود موجود بس مابقاش مشترك ، فكل حد حاسس ان المشكله مش مشكلته

ايه بقي الرغي اللي انا باقوله دا !!
لان اللي اللي بيحصل بين شعوب المنتخبين دا اسمه فضا واللي بيحصل بين الاهلي والزمالك دا بردو فضا
ناس عايزين يحسو انهم عايشين لقضية ما فابيتجاهلوا القضية الأساسيه وبيعملولهم قضية تانيه .. يكبروها .. يعيشو جواها ... وفي الآخر يصدقوها .. تخيل!!

وبعدين مالها العنب .. دي تراثك الشعبي يا عمور .. افتخر

أسما يقول...

انت فاكر ان الموضوع في الكورة بس؟! بص، انا زي ما سيادتك عارف مؤخرا باتفادي اي حاجة فيها حرق دم او وجع بطن، فمن ضمن الحاجات اللي غمضت عيني عنها و اقنعت نفسي انها مش موجودة العداء اللي شفته في آخر تدريب لينا في مصر، و اللي اجتمع فيه اكتر من 300 شاب و فتاة من مختلف الدول العربية... اول يوم عدّي بيييس خالص، تاني يوم لاقينا ناس من المصريين اخوانتا زعلانين و بيفشوا و بينفخوا، قال ايه مش عارف مين من الجزائر بيقول اشمعني التدريب يتعمل في مصر، " مش يحمدوا ربنا، مش كفاية مستضيفينهم و منزلينهم في فندق 5 نجوم؟!" طاب وحوي، اذا كان الامريكان هما اللي ممولين التدريب اساسا، و حاجزينلنا احنا و هما في الفندق ده، ناس بتفهم، تذاكر طيران المبعوثين العرب كانت عليهم رايح جاي، و تذاكر القطارات اللي جابتنا، حتي اللي جاي من اسكندرية في سوبر جيت دفعولوا تمن التذكرة، و حتي اللي مننا من محافظة غير القاهر، قالولنا لو عايزين نحجزلكوا طيران لو عايزين، حتي شريف راح التدريب ده بالطيارة، بقي بالذمة في حد في مصر ممكن يعمل معانا كدة احنا المصريين، قوم هيعملها مع الضيوف؟

بس تقول ايه بقي، 3 ايام متصلة من الحرب الباردة بين اخواننا المصريين، و الاشقاء العرب، دول يقولوا اشمعني، و هما فاكرين نفسهم مين، دول شحاتين( و يقوملك واحد من السعودية، فضحنا و الله قدام الامريكان، يقوللك انا بعد ما جيت هنا عرفت ان انا مش لازم اقلق علي مظهري هناك، انا جايب تي شيرت ب 200 دولار و مش ناوي آخده معايا، انا شايف ان الناس لابسة عادي، قال الكلام ده في مناقشة علنية و باب الاسئلة و الاستفسارات كان مفتوح للسؤال عن جوهريات، و ده قام قاللك التي شيرت بتاعي) و التانيين يقولوا ما يحمدوا ربنا اننا مستحملينهم في بلدنا... و حكاوي سخيفة كتير، انا نفسي اقرف احكيها... بلا وجع قلب، الاتنين عايزين الحرق، و ياكش يولعوا، بلا وجع دماغ، و الله سعد الله يرحمه و يحسن اليه قالها " مفيش فايدة"

بص، انتوا حد مسلطكوا عليا الليلة دي، هو انا معدتي مش مكتوبلها تهدي... اوففففففففف

عمرو يقول...

مش قادر أرد على التعليقات دلوقتي
لكن مؤكد هارد
:)