أكتوبر 15، 2009

قهوة سادة... على المسرح

coffee شاهدت متأخراً جداً العرض المسرحي قهوة سادة والذي يعد نتاجاً لورشة الارتجال لأستوديو التمثيل بمركز الإبداع التابع لوزارة الثقافة المصرية..

قد أبدو للبعض كلاسيكياً جداً ومتحجر التفكير حين أقول إن العرض لم يعجبني على الإطلاق وإنني لم أر فيه مسرحاً من الأساس. فالعرض لا يقوم على أي بناء مسرحي معروف بل هو يخرج خارج قوانين اللعبة, فيعتمد في الأساس على مجموعة من الاستكشات التي لم يضعها مؤلف وإنما ابتدعها الجميع, أو نقلها بعضهم. بعض هذه الاسكتشات كان مقتبساً من نكات تقال في الشارع المصري كل يوم, وبعضها كان به الكثير من الفن والجرأة.

لا يعتمد هذا العرض على فكرة أساسية وإنما هي مجموعة من الأفكار التي يشرب عليها الممثلون بين كل اسكتش وآخر "قهوة سادة" (بينما كنت أشرب أنا قهوة سادة على روح المسرح الذي أعرفه). فيتحدثون عن الغنى الفاحش لرجال الأعمال, وتأخر سن الزواج, والهجرة غير الشرعية, والفتاوى المجانية, والخلجنة, ومشكلة رغيف العيش, والمحاباة في الوسط الفني, وتفشي الجهل وأشياء أخرى. ولكل مشكلة من هذه المشكلات اسكتش أو أكثر, ويربط بين هذه الاسكتشات كلها وقفة واحدة أصبحت سخيفة في منتصف العرض يشرب فيها الممثلون القهوة على صوت تسجيل للزمن الذي مضى يعكس مدى الاختلاف بين ماضي هذا البلد وما آل إليه الحال في وقتنا الراهن. لكن هذا الرابط الشكلي لا يحول العرض من مجموعة اسكتشات متناثرة إلى عرض مسرحي (طبقا لمفهوم المسرح قبل تقديم هذا الشيء).

يعتمد العرض على الصراخ والعويل بالدرجة الأولى, ولا أعرف كيف لم يصب المشاهدون بالصداع, ولماذا لا يخفض الممثلون أصواتهم قليلاً. لا أنكر أنني ضحكت من خفة دم بعض هذه الاسكتشات لكن هذا ليس دليلاً على أن ما قدم ينتمي للفن. فنحن نضحك من تصريحات عادل إمام, فهل تعد تصريحات عادل إمام ضرباً من الفن؟!

لاحظت أن ثلث المرتجلين من الجنس الناعم, وكانت وظيفة نصفهن على الأقل إطلاق التنهيدات والآهات والصراخ والعويل.

المشكلة أن هذا العرض لم يلق أي هجوم تقريباً, واحتفت به الجماهير المصرية, وناقشه مثقفوها, ولم يحاول أحد الاعتراض على ما قدم إلا باستحياء شديد. أشد ما غاظني أنهم قدموه أيضاً في الأردن ونجح!!!

كيف ينجح عرض مثل هذا لا يوجد به غير ضحك على أشياء نعرفها جميعاً؟ كيف ينجح عرض فني تجريبي لا وجود فيه لموسيقى تصويرية جيدة, ولا حبكة, ولا تسلسل درامي, ولا أي شيء؟ كيف ينجح عرض جمع كل مشكلات مصر كي يبكي عليها دون تقديم حل أو تنوير أو مفارقة أو نظرة فنية؟

بقى أن أتكلم عن بعض الأوجه الجيدة في العمل. فالمرتجلون به استخدموا كافة وسائل الإضحاك من خلال الكلمة والحركة والموقف, كما أن اللعب بالإضاءة كان موفقاً في أغلب الاسكتشات.

هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

ازيك يا عمرو
اخبارك اية ?
يا رب تكون بخير
شكلك مشغول الايام دي ربنا معاك
المدونة كلها واحشاني وكل العيله واحشاني يا رب تكونوا كلكم بخير.
انا قريت كل البوستات بس مش عارفه أعلق خالص لية بقي ! معرفش
الظاهر الدراسه أثرت.
بس انا لاحظت الشهر ده تنويع جميل جدا في بوستاتك
انا بدخل كل مره أتعلم حاجه جديده وأتعلم من آرائكم وتعليقاتكم
طبعا موضوع فن المسرح انا مش ليا خبره فية بس من كلامك أتعلمت ازاي أبص لمسرحية وأعرف أحكم عليها.
:‏)‏
فاطمة

أسما يقول...

هو عمرو، مفيش فايدة... بص يا عمونا، انا ما شفتش العرض طبعا، و مش ناوية الصراحة، بس انت دايما في نقدك للاشياء بتبدّي الوحش عالحلو... يعني يجري ايه لو ابتديت بذكر الشئ اللي انت شفته كويس و بعدين انقد براحتك... لكن علي العموم انا باثق في رأيك، و ما دام انت شايف فيه كل النواقص دي يبقي هي اكيد فيه

ما قلتليش بقي، انت عامل ايه؟ و ايه اخبار المذاكرة؟ انت مش اتقبلت ف جامعة اسكندرية؟ بدأت تذاكر و لا عامل زي واحدة صاحبتنا و مقضيها دلع؟
:)

عمرو يقول...

أهلا فاطمة
فعلا أنا مشغول قوي اليومين دول. بس مش حاجة غير إني شغال في كتاب حلو قوي عايز أترجمه كويس. ألف سلامة عليكي من تأثيرات الدراسة.
:)

عمرو يقول...

أهلا إيزولد
أنا باعتمد في نقدي على العمل.. يعني لو قريتي نقد رواية أن تكون عباس العبد هاتلاقيني بدأت بالإيجابيات لأنها أكتر.. أما المسرحية دي فسلبياتها من وجهة نظري أكتر بكتير. من حق أي فنان يجرب, لكن نتيجة التجربة ممكن تكون حاجة عبقرية أو عادية أو حاجة أي كلام, وعلى حسب النتيجة يكون النقد.
بالنسبة للدراسة فأنا الحمد لله ماشي فيها, عندي محاضرات بكرة طول اليوم.. إدعيلي
:)

noon kiko يقول...

حينما رشح لى الاستاذ ابراهيم زايد هذاالعرض وخاصة حينما تم عرضه على شاشة النايل سينما..كان يبدو عليه الاهتمام الجدى بالعرض..لكننى لن اخفى عليك انه لم ينل اعجابى من اول ما ابتدأ..ولم استطع استساغته..المسرح قد تغير كثيرا فيما يقدمه..لكننى يا استاذى اعرف ان هذا لم يحدث فجأه بل هذا هو التطور الطبيعى للفن الذى يهبط تدريجيا..اخاف ان يأتى يوما فتطال الكتابه هذا الهبوط
:)

عمرو يقول...

أهلا واحدة
هو مين الأستاذ ابراهيم زياد ده؟
بس عموما كويس إن رأيك من رأيي
:)

جارة القمر يقول...

عمرو انا معاك ان العرض كان عبارة عن اسكتشات لكن ربما لم بنتقده البعض لان العرض بالفعل ناقش مشاكل موجودة فى حياتنا ... ربما طغى الجانب الاجتماعى للعرض على الجانب الفنى

Hussien Elsawaf يقول...

اسمح لى .. انت لا تفقه شيئا عن المسرح , فللمسرح اتجاهات ومدارس و أساليب وانت بكلامك هذا تلغى كل تاريخ المسرح وتلخصه فقط فى مدرسة واحدة وهى المدرسة الواقعية , لو انت مثلا شاهدت فن المونودراما او الديودراما او التمثيل الايمائى الصامت الا يعتبر هذا مسرحاً لك ؟؟ العرض من قبل دخوله مكتوب على البامفليت ارتجالية .. لكن انت كغيرك الكثيرين من مدعى الثقافة فى مصر يتصدون للحديث عن اشياء لا يفقهون فيها شيئاً !! العرض افضل مسرحية قدمت فى الفترة الاخيرة لكن لمن يتذوق هذا الفن الراقى فقط وليس المسخسخين على عروض كمدرسة المشاغبين والعيال كبرت التى لا تمت للمسرح الحقيقى بصلة والتى قتلت اخلاق اجيال واجيال .. لكن تقول لمين ؟؟؟ يا عمى ... فكك سلاموز .

غير معرف يقول...

مع احترامى لكلامك طبعا بس مفيش نقد مسرحى صحيح بيقوم على انتقاض العمل الفنى فقط ،قد يعنى ذكر تفصيلى لعناصر العمل ويكون المقال كله مبنى على اسس علميه بمعنى متقسم صح اللى انت كاتبه ده كله اعتراض ووجهه نظر وليس نقد بس الصح انك تكتب تفصيل العرض وعناصره بطريقه علميه..بس دى ملحوظه لكن انت عندك حق فى حاجات كتير :)

غير معرف يقول...

بالمناسبه انا بدرس نقد مسرحى وده عالم تانى وكمان العرض هو مسرح فعلا ... مش اى كلام بس نوع معين نم المدارس المسرحيه ...كلامه ده تصحيح معلومات فقط وشكرا