مارس 16، 2010

بروستاتا

61122ac04098996f12ded9d4346272f9 الخميس 11-10

النساء مخلوقات بحرية.. هذا ما اكتشفته اليوم وأنا أراقب ريم من خلف الجريدة. كانت تجري خارجة من مياه البحر وتجري خلفها صديقاتها.. كانت تجري خارجة من مياه البحر ويجري خلفها أصدقاؤها وصديقاتها من موظفي الشركة, وكان جسدها بينهم يلمع مثل سمكة فضية خرجت لتوها من الماء. سمكة فضية تجري بملابس البحر المكشوفة الضيقة.

توقفت لالتقاط أنفاسها ووضعت يديها على ركبتيها في مشهد ذكرني بتلك الفيديو كليبات المثيرة التي نراها هذه الأيام, لكن هذا الفيديو كليب كان مختلفاً جداً فهو فيديو كليب من لحم ودم, فيديو كليب لامع ويقطر ماء وبسمات صافية.

****

أغلق مذكراتي, وأنتبه إلى أن أحدهم لابد قد لاحظ الابتسامة التي وصلت ما بين أذني بينما كنت أقرأ. لابد وأن الفضول قد أخذه إلى التفكير بأن يعيش معي داخل مذكراتي العزيزة. أضم الدفتر إلى صدري ثم أعيده إلى مكانه في حقيبة العمل الخاصة بي.

أرجع برأسي إلى الخلف. الكتاب الأخير الذي كنت أقرأه كان يقول إن العالم كله يمكن أن يصبح مسخراً من أجلك فقط إذا أسندت رأسك إلى الخلف وحلمت بما تريد, وتصورت أنك تملكه.

حسناً فلتجري يا ريم, ولتجري خلفك صديقاتك فقط. اسمحي لي أن أمحو كل هؤلاء الرجال, سوف نعيد رسم الصورة ولكن بقليل من التصرف, فأنا لن أرتدي تلك الملابس الرسمية وأستلقي على الأريكة بينما أقرأ الجريدة, أنت لن ترضي بهذا, سوف تأتين إلي وتأخذين بيدي, فأتخلص من ملابسي الثقيلة وأجري معك, وستجري خلفنا صديقاتك, لن يضار أحد إذا ما ازدادت عضلاتي في الحجم قليلاً, أو حتى كثيراً جداً. سيرتج جسدك اللامع البض بينما تجرين معي ليطغى على الموسيقى الصاخبة التي ستعزف لدقيقة أو دقيقتين, ثم يصبح المشهد بعدها مثالياً جداً, ويمكن للمغني أن يبدأ الغناء.

"ممكن إذا سمحت؟"

نصائح الكتاب تعمل!! إنها تعمل! فها هي ريم بلحمها ودمها تقف أمامي وتطلب مني أن أفسح لها مكاناً كي تجلس بجانبي. هذه هي الخطوة الأولى, وستأتي بالتأكيد خطوة ثانية وثالثة, وسيأتي يوم أخبرها فيه بأن الماء ذلك المركب من ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين يصبح مثيراً جداً ومختلفاً جداً عما قرأته في كتب الكيمياء إذا ما لامس جسدها, سأخبرها بغمزة ماكرة أنني أريد أيضاً أن أتغير مثل الماء وستضحك.

التَفَتُ إلى نظرة رمقتني بها, وانتبهت إلى أنني كنت أبتسم ببلاهة كعادتي ولم أفسح لها. أقوم فتجلس بجوار النافذة, ثم أعود وأسند رأسي إلى الخلف. أدعك جبهتي مثل من وجد مصباح علاء الدين. أبدأ في رسم صور أخرى جديدة لذراعي وهي تطوق ذراعها, ولنا ونحن نرقص على موسيقى هادئة. يغمرني شعور غير عادي بالسعادة, ورغبة في تقبيل زجاج نافذة الأتوبيس, وتقبيل جميع موظفي الشركة, وتقبيل المدير الذي أكرهه كثيراً لكنه كان صاحب فكرة الرحلة, تلك الرحلة التي اكتشفت فيها أن ريم مخلوقة بحرية.

أفكر في أن طريق العودة من الشركة ليس طويلاً جداً, وأنني لابد أن أنتهز الوقت, يمكنني أن أغرق في الصور العقلية لمدة طويلة في المنزل, فلأستمع الآن إلى أنفاسها وأستمتع بالجلوس إلى جوارها. يقول صديقي إن ما أشعر به من استمتاع حين تجلس إلى جواري سيدة جميلة هو بفعل تغير هرموني فحسب, وأنني لا يد لي في هذا ولا حيلة. حسناً فلتقومي بعملك أيتها الهرمونات الجبارة.. ولأستمتع أنا بالجلوس إلى جوار ريم.

تخرج من حقيبتها علبة سجائر. لم أكن أعرف أنها تدخن. تشعل سيجارة فيتغير لحن أنفاسها ويصبح ملوثاً جداً. يرن جرس هاتفها, تخبر أمها أنها في الطريق, وأن "روح أمه" لم يحضر الأشياء المتفق عليها, وأنها ستعلق له رمانة. تغلق الهاتف وتجري مكالمة أخرى, تتحدث مع أحدهم, تقول إن المبيعات لم تكن على المستوى المقبول هذا الشهر, تحدثه بلغة حادة وبشكل حازم جداً بينما أبدأ أنا في التضاؤل على الكرسي المجاور لها.

مكالمة ثالثة ورابعة..

صور أخرى جديدة بدأت تتشكل في عقلي لهرموناتي وهي تقف بلا عمل بين كريات دمي الحمراء. رأيت بعض الهرمونات وهي تضع أيديها تحت خدودها وبعضها وهي تستدير عائدة إلى الغدة التي أفرزتها. لا أعلم لماذا بدا صوت صديقي أكثر وضوحاً وهو يحذرني من أن هذه الهرمونات الممتعة قد تتسبب في احتقان البروستاتا فيما بعد. اللعنة على نصائح الكتب وعلى المدير وعلى نافذة الأتوبيس.

في ضيق شديد أخرج دفتر المذكرات وأعدل وضع نظارتي على وجهي ثم أكتب.

****

الأحد 22- 10

ربما تكون النساء مخلوقات بحرية, أو تلفزيونية, لكنني اكتشفت اليوم أنهن يتغيرن كثيراً على اليابسة.

هناك 14 تعليقًا:

جارة القمر يقول...

مممممممممم

عندما تطلق خيالك ليرى ما تتمناه فأنك فى كثير من الاحيان تصتدم بالواقع

أسما يقول...

انا غبائي اللغوي خلاني افتكر انك كاتب " النساء مخلوقات بحرّية" يعني freely :(

بس انت ليه طلعتها وحشة كدة في الآخر، ما كانت الدنيا حلوة و كله تمام... عموما، فكرتك كالعادة مفتكسة و جديدة و انا لازم احقد الصراحة، اصل ما حقدتش علي حاجة من ليلة امبارح... بس اضافة نونو... النساء و الرجال يا ولدي، بيتغيروا علي اليابسة... و عجبي
:(

أسما يقول...

نسيت اقول حاجة نونو... اولا العنوان كدة حسيته علمي و مباشر زيادة عن اللزوم، هو و الجزء بتاع وصف ذرات الماء علي انها مكونة من هيدروجين و اكسجين علمي اوي و خرجوني من المود، كويس كدة يعني؟ ينفع كدة؟

:(

Heba Gamal Emara يقول...

حلوه أوي أوي عنصر الصدمه كان جامد حبتين بس بصراحه هي حاجه مؤلمه أوي لما تبقي واخد إمبريشن معين عن حد و ف ثانيه يتغير من حال إلي حال و تشوف الشخص ده علي حقيقته اللي كان مخبيها

سواحة يقول...

:-))))))))))))))))))))

ضحكتنى على الهرمونات الغلبانة الى حطت ايدها على خدها :-)))) و رجعت لايه غدة فيهم جول شبكة مكلكعة :-)))
ايه الى جابك عندنا :-)) دخلت العلمى فى المود الادبى بس ضحكتنى :-))))))

الا بالحق يعنى ايه حتعلقله الرمانة ؟؟

اه و جملة "تشعل سيجارة فيتغير لحن أنفاسها ويصبح ملوثاً جداً"
ماشية مع السوق الموسيقى قوى
امال لو غاوية شيشة زى موضه الارضيات اليومين دول حيبقى اللحن ايه ؟؟جنائزى ؟؟

تــسنيـم يقول...

و ربما كان الرجال مخلوقات أسطورية من عصور الفرسان و لكنهم يتغيرن كثيرا عند تواجد المسئولية


:)

عمرو يقول...

جارة القمر
هو ليس اصطدام بالواقع لأن الشخصية المحورية تتخيل, هو كذلك لأنه حديث التجربة
تقبلي مودتي
:)


أسماء
العنوان والجملة اللي مش عاجبينك مقصودين لأن الشخصية المحورية هنا شخص بتاع كتب وعلم بيعاني من قصور اجتماعي رهيب كما يبدو.

لا ما ينفعش :)


هبة جمال عمارة
عاملة إيه؟ رغم إني مش شايف فيه صدمة في الحكاية دي لكن انتي أدرى. هاقولك ليه مش شايف صدمة عشان فعلا الناس دول كل واحد فيهم بوش أو اتنين وأحيانا تلاتة, ما حدش له وش واحد أبداً. أنا بافكر أكتب عن الحكاية دي
:)

واندا
إيه الغيبة الطويلة دي؟ حمدالله على سلامتك :)
بالنسبة للرمانة فده تعبير عند بعض الناس الوحشين معناه تقضي عليه. وبعدين مين قال لك إنها مش بتشرب شيشة؟ ما يمكن لما تنل من الأتوبيس تشرب لها حجرين في أي قهوة قبل ما تروح
:)


تسنيم
الراجل اللي ما يتحملش المسئولية ما يبقاش راجل. بس على حسب المسئولية يا تسنيم, بعض المسئوليات إجبارية والبعض الآخر يمكن التهرب منه
ههههههههه
:)

تــسنيـم يقول...

عشان كده يا عمرو أول طلب في قايمة طلباتي اللي كترت :)

و يكون راجل يارب :)

بتعريف الراجل زي ما إنت قولتها كده

مش تشريحيا أو هرمونيا و السلام
:D

Heba Gamal Emara يقول...

مظبوط كلام حضرتك بس أنا لو تسمح لي اختلف معاك ف عنصر الصدمه
هل البطل كان يتوقع من ريم إنها تكون بتشرب سجاير ؟؟!! لأ طبعا و دي أول حاجه
طب كان يتوقع منها إنها تكون بهذه الفظاظه ف الكلام عن من كانت تتكلم عليه مع أمها ؟؟!! أكيد برضه لا طبعا و دي تاني حاجه
و أكيد كان ف جوانب تانيه ف شخصيتها تنم عما هو أسوأ
البطل رومانسي جدا و حالم جدا و لذلك فقد رآها ملاك من السما أو
من المخلوقات البحريه _ ممكن عروسه البحر _
ده رأيي المتواضع جدا ف القصه
أنا الحمد لله تمام و ف انتظار قصه الوشوش :)

ponpona يقول...

أهلا يا عمرو .. أنا جيت أهو :)

البداية غربية
وبعد جملتين فقط تبدو منطقية تماما
البداية جيدة ، وأنا أحب البدايات الجيدة :)

عمرو

أنت تعرف جيد كيف تصف والوصف لا يجيده الكثيرون . لاتطيل ولاتقصر ، متزن ، هذا يجعل بناية النص قوية . فمن الفقرة الأولي يمكن التعرف بطريقة ولو مبسطة عن الأشخاص .

ريم / البنت المعتدة بنفسها والتي لاتهم لأحد غيرها .
التي ترتدي ملابس بحر ضيقة ومكشوفة تعتبر هذا مظهرا لاعتادها بنفسها وبجسدها الذي لا يمتلكه الكثيرون .. ولأن يجري خلفها اصدقاؤها وصديقاتها .. فهي فعلا لا تهتم لأحد سواها

الولد الذي يهتم بتدوين الأشياء في مذكراته " العزيزة " ويتحدث دائما وبطريقة مستفزة عن الكتب الكثيرة الكثيرة التي قرأها هو بالتأكيد يعاني من خلل ما . واذا كانت نظرته للنساء لاتري سوي هذا الجانب الضيق فالخلل لديه يصبح كبيرا جدا .

أنا لا أري أن هنا صدمة بشكل من الأشكال . هذا رأيي .

الانتقال ما بين مذكراته / خيالة / وصف ريم / خياله مرة أخري / ريم نفسها / ثم " ممكن إذا سمحت ؟ " هذه كانت في مكانها تماما / العودة مرة أخري للخيالات / الكتب / ريم / ريم / ريم .

عمرو
هذا رائع ... ومرن
أنت تعرف كيف تصف . وكيف تتحرك بحرية
المميز هنا أنك لا تشبه الولد بحال من الأحوال . كما أن فتاتك بالتأكيد لن تكون مثل ريم . ولكن ببساطة القصة حقيقية . تمكنت من أن تتحدث بلغة أخري وهذا يستغرق وقتا . أن تصنع شخصية من الخيال وتكسبها عالم خاص بها ، ذكريات وأحداث ثم تكف بعدها عن تحريكها لتتحرك هي وفق معطياتها .. يعطي هذا للنص حرية وربمافي بعض الأحيان ينتهي منك بنهاية مغايرة لما تخيلت أنت ولكن لان الشخصية المرسومة أرادت هذا . وهذه نقاط قوة تحسب لك .


صورة أخري لهرموناتي وهي تقف بلا عمل بين كريات دمي الحمراء. رأيت بعض الهرمونات وهي تضع أيديها تحت خدودها وبعضها وهي تستدير عائدة إلى الغدة التي أفرزتها.

أنت هو أنت .. دمك خفيف !!
وهذه نقطة قوة أخري .. أن تتمكن من أن تضع جزءا من روحك في النص دون أن يشعر القارئ بأنه دخيل علي الشخصيات أو الأحداث . فأنت لديك أدوات جيدة . وهذا ما يجعل النص لك ولا يصح أن يكون لغيرك . والجملة الأخيرة هذه ليست إرضاءا لنرجسيتك المعروفة " وش بيغمز " ولكن لأن هذا فعلا ما يجعل الكتابة مميزة لصاحبها . ستعرف أن هذا أصلان لان روحه هنا وستعرف أن هذه رضوي عاشور لأن روحها هنا أيضا . وأنت أيضا تضع روحك بنصوصك لذلك تخرج نصوص لا تحتاج لاسمك تحتها . الكتابة روح . هذا ما أعنية ببساطة .


عمرو
بقى أن أخبرك أنك تتطور و أنني سعيدة جدا بالقراءة


:)

adel يقول...

أول مرة بترشيح من جارة القمر
قريت كام بوست سريعا سريعا

عاجبني اسلوب القصة وو خروجها عن المالوف و صحيانك من الحلم او عاشوف في سعادة
happily ever after
:)

-------
معلش تعليقاتي اغلبها مناقشة لاني مش من النوع بتاع هايل و جميلو سلاموا عليكم :)

مدونة لذيذة و هاكمل لف اكيد :)

عمرو يقول...

منى يا سلامة
إيه ده كله؟ إيه يا بنتي المواهب النقدية المدفون دي..
وبعدين تعالي هنا؟ أنا باتقدم؟ ليه؟ أنا يا بنتي وصلت لمرحلة النضج القصصي من زمان, مفيش تقدم تاني دي تنويعات (وش بسنان)

عمرو يقول...

عادل
أهلا بيك قوي جدا خالص بصراحة. طيب والله فرحت انك زورتني وشكلنا هانبقى صحاب. بس خلي بالك المدونة هنا لا ترحب بالمعارك ولا بالضرب في الوش. :) ;)

قول واتكلم زي ما انت عاوز. أنا كمان باحب النقاش. احنا شكلنا هانبقى صحاب يا عادل
:)

عمرو يقول...

مع إني صاحي من النوم مخصوص عشان أكتب إلا إن محاولات الكتابة كلها باءت بالفشل.. هابقى أحاول تاني بكرة
:)