فرح!
كعادتها تصر أمي في مثل هذه المناسبات على أن تنظف كل ما في البيت بما في ذلك النجف والأرضيات والحوائط وبشكل يجعلني أفكر في أنها قد تضعني أنا وأختي في "طشت" و"تدعكنا" استعداداً لاستقبال الضيوف...
شعور بالضيق ينتابني كلما تكررت هذه الطقوس...
ألاحظ التوتر على وجه أختي الصغيرة التي تمر بهذه التجربة للمرة الأولى, تقول:
- طيب افرض شافني وما عجبتوش؟ ايه اللي هايحصل؟
أحاول جاهداً أن أبتسم. أجلس كالمعلم على الكرسي وأقول:
- ده أنا أضمنك برقبتي... أنا هاقوله يا أستاذ حاجتنا درجة أولى.. طيب تصدق بالله لسة مطلع أختها الأسبوع اللي فات والزبون مبسوط آخر انبساط.
تضحك, بينما موسيقى زفاف أختي الكبرى تدق في أذني...
ربما في شهور قليلة تتركني هي الأخرى إلى آخر يشتري لها "كروت الشحن" والشيكولاتة وتتصل به بينما هو في الخارج كي يحضر لها كريم بشرة من الصيدلية أو نسكافيه من عم عصمت آخر كالذي بالقرب من منزلنا, ربما خلال شهور قليلة ستضحك له حين يخفف من توترها بينما أظل أنا وحيداً ومنسياً.