عيد!
في ليلة العيد كانت مشاعر مختلفة تتدافع داخلي مثل ذرات غاز تدفع بقوة جدار بالون كبير. كنت أشعر بأن شيئاً ما ينفجر داخلي ويتفتت, لكنني لم أظهر هذا لأحد ولم تلحظه سوى أمي التي كانت لأيام ترى وجومي وتبكي قائلة بأنني سألحق بأبي الذي مات مكتئباً, ثم تذكر لي أحلامها التي ترى فيها أبي وقد بني لي بيتاً وزينه.
كانت سماعة الطبيب قد تركت إحساساً ثابتاً بالقشعريرة بينما كانت تتحسس صدري ثم ظهري. الكثير من التفاصيل تتنازعني, رقدت في السرير راغباً في الانتهاء, باحثاً عن يد أبي في البعيد, رأيته مع جدي وجده وجدتي السر وجدتي سيدة, كان مبتسماً بأسنان لامعة البياض وكان الهواء يحرك جلابيبهم وسط بخور كثيف. حين انتبهت, لاحظت أنني لم أسمع تكبيرات العيد ولم أصل صلاته للمرة الأولى في حياتي.
على الرغم من كآبة الليلة إلا أن ضوء الصباح كان مبهجاً. بدأ شعور بالفخر يغزوني بينما كنت أفكر, فقد أدركت أنني أنكسر لأن لي قلباً. كان النفس لايزال ثقيلاً, لكنني شعرت به أخف.
ربما نحن نولد من جديد.. هكذا قلت لنفسي
المواليد الجدد فقط هم من يشعرون بألم أثناء التقاط أنفاسهم, فتنطلق أفواههم باكية كأن ميلادهم لن يكون يوماً يحتفلون بذكراه كل عام. أمنت أختي على كلامي بينما لم تستطع أن تخفي فرحتها بأنها أخيراً وبعد طول انتظار ستعطيني حقنة في العضل, سحبت من أرجاء الغرفة أنفاساً ثقيلة واستبدلتها بضحك فكانت ضحكاتها مصدر سعادة لي.
هناك 9 تعليقات:
نحن نولد من جديد
:)
مش عارفة أقولك إيه ؟!
بس مش كتير علي ربنا إنه يفرح قلوبنا اللي نسيت طعم فرحة العيد .
كل سنة ومامتك وإخواتك في أحسن حال .
ديدي
عيدك يشبه عيدى
ربنا يعينك يا عمرو
لكن رجاء
كف عن التظاهر بأن كل شيئ تحت السيطرة، فهذا يزيد الأمر سوءا
تعرف خلتنى اتخيل لو اديت اخويا حقنة دلوقتى حضحك و لا ايه :-)
عارفة انك موجوع باين
بس الغريبة مش عارفة ليه انا برضه موجوعة :-) مشاركة وجدانية و لا البلد ديه مصممة توجع كل انسان بيحس ؟؟
المهم رجعت بتكتب
جميل
كل سنة و انت طيب
أنكسر لأن لي قلباً
:)
أنكسر لأن لي قلباً .. باحب أفكر كده :)
مقااااالة رااائعة
ما شاء الله
اعزك الله ورفع قدرك وردقك السعادة في الدارين
جميلة قووووووووووووووى يا عمرو
بجد احساس جميل قوووووووى
"المواليد الجدد فقط هم من يشعرون بألم أثناء التقاط أنفاسهم, فتنطلق أفواههم باكية كأن ميلادهم لن يكون يوماً يحتفلون بذكراه كل عام. أمنت أختي على كلامي بينما لم تستطع أن تخفي فرحتها بأنها أخيراً وبعد طول انتظار ستعطيني حقنة في العضل, سحبت من أرجاء الغرفة أنفاساً ثقيلة واستبدلتها بضحك فكانت ضحكاتها مصدر سعادة لي."
رائعة
إرسال تعليق