نوفمبر 27، 2011
نوفمبر 03، 2011
رحمة
في الطريق الطويل المحبوس بين سورين عاليين, التفت العجزة والمحتاجون النائمين على الجانبين إليها. لم تكن ملابسها تدل على أنها غنية بأي حال, لكن ما حفز بعضهم إلى النظر إليها وربما القيام من مكانه هي تلك العربة التي تجرها سيدة عجوز والملأى بعلب العصير والحلوى والكثير من المخبوزات الجاهزة...
حينما اقتربت أكثر, بدا واضحا أن إحدى قدميها أطول من الأخرى, كانت تستند على العربة وتبذل مجهودا كبيرا حتى لا تنكب على جنبها, وكان فستانها الأصفر ذو الطابع البلدي طويلاً فاضطرت إلى أن تمشي على مهل وإلى الوقوف بين الحين والآخر لأخذ النفس ولإدخال خصلات شعرها الأمامية تحت طرحتها الخضراء المزركشة..
سرعان ما تحلق حولها الجميع... أرادت أن تعتذر لأنها لم تعد تستطيع أن تجلس أمام الفرن فتخبز بيدها كما كانت تفعل في السنوات السابقة, إلا أنهم بدوا فرحين بهذه الهدايا غير المعتادة بالنسبة لهم... وزعت كل شيء عليهم, واحتفظت ببعض ما في العربة لمن لم يستطع القيام منهم...
بينما دلفت من البوابة, كان طفلان يجريان خلف بعضهما في فرحة بالحلوى, وكان عجوزان يشربان العصير باستمتاع واضح, بينما جلست هي امام قبره وأجهشت بالبكاء...
كتبها عمرو الساعة 11:59 ص 10 تعليقات