من التاريخ السري لعمرو السيد
في طريق العودة أشعر عادة بتعب كبير وتكون لدي رغبة غير عادية في النوم, فبعد القفز بين المواصلات من أجل الوصول إلى أكثر من محافظة للانتهاء مما تقتضيه دراستي ويقتضيه عملي أشعر بأنني لم أعد موجوداً تحت ملابسي وإنما يوجد بدلا مني شعور كبير بالتعب والإرهاق.
ما أن أرحت ظهري على الكرسي حتى وجدت أحدهم يطرق على كتفي...
- حضرتك مترجم؟
هكذا كان سؤاله الذي جعلني في قمة الاستغراب.
- أيوة
- طيب ممكن تشوف الاتنين دول عايزين ايه؟
كان الرجل يشير إلى سائح شديد الشبه بليونارديو دي كابريو حين يطول شعره ويعقصه, وكانت بجانبه فتاته التي تبدو أمريكية من أصل لاتيني. قلت لهما بالإنجليزية إن عليهما الحصول على تذاكر للقطار قبل الصعود, ورد السائح بأنه يريد الذهاب إلى الأقصر وأنهم قالوا له إنه يمكنه دفع ثمن التذاكر أثناء الرحلة...
- But as you see the train is very crowded. You will be very lucky if you find a vacant seat.
- Well, I guess we will be standing till we reach Luxor.
- No, you won't.
قلتها بينما كنت أخلي لهما المقعد الخاص بي, كانا محظوظان أن الراكب بجواري لم يأت فجلسا أغلب الطريق, بينما استمتعت أنا بالحديث مع بني جلدتي من المصريين...
مال علي الرجل الذي سألني السؤال الغريب في باديء الأمر...
- لولاك كانوا لاصوا!
- ده واجبنا... هم ضيوف عندنا.
على يميني كان راكباً ممتعضاً...
- تقوم وتقعدهم؟ دول أمريكان يا أستاذ... هما اللي ولعوا في العراق وأفغانستان.
رجل متدين عن يساري:
- لا يلام المرؤ على مروئته.
أنا:
- الشعب حاجة والحكومات حاجة.
الممتعض:
- ولو...
أتفرغ للاستماع لرجل عجوز بين العربات يتحدث في السياسة بالكثير من الأكاذيب وكأنه هو الوحيد الذي يعرف, الباقون كانوا ينظرون إليه بأفواه فاغرة, استرسلت أنا في حديث مع الرجل الممتعض عن تعاليم الإسلام ومعاملة العدو لندلف إلى الحديث عن مسلمي الأندلس فأكتشف أن الرجل قاريء نهم وباحث في التراث... يحدثني عن الزرقالي وطريقة قياسه لمحيط الأرض. ثم يحدثني المتدين عن يساري عن حياة المسلمين الأول, يهيأ إلي أن القطار تحول إلى قاعة علم.
يميل علي الرجل البسيط الذي ورطني مع الأمريكيين ويحدثني في السياسة وفي قدرة الشباب على تقلد الأمور في البلاد, أكتشف فكراً خفيا خلف ملابسه البسيطة, وأخرج من القطار شاكراً للظروف التي جعلتني ألتقي بهم, وبالتفكير في اختلاف ردود فعلهم عند اصطدامهم بمكون ثقافي لم يعتادوا على مقابلته في حياتهم اليومية.
هناك 4 تعليقات:
فكرتنى بالكوافير النسائى
و ان زمان كان كل الحوارات فيه عن الموضة والبادكير و المانكير
وبعد تلك الاحداث اصبح الكوافير يضم اراء سياسية لم أكن اعلم بوجودها داخله
عجبنى اوى الجو اللى انت نقلته بكلمات تشعرنى اننى كنت داخل القطار ايضا
فكرة حلوة فكرة الكوافير دي, أنا عمري ما دخلت جوة, بس زمان وأنا صغير اتخضيت من منظر الستات وهما بيعملوا مكوة الشعر دي.
بالنسبة لموضوع جو القطار فدي أقل حاجة عندي :)
ريهام رضوان
أنا آسف, التعليق اتحذف غصب عني
فكرتنى بحاجه حلوة اوى كنت فى المترو وفى واحدة ست بنتها من عندها تأخر عقلى(تربية فكرية قاعدة جنبى وبتتكلم البنت مع الناس وبتهزر ورحها حلوة اوى طلعت واحدة المترو بتبيع لبان ومعاها بنتها وبرده عندها تاخر عقلى وفجأة بنت الست بتاعة اللبان وقفت عند البنت اللى جنبى وسلمت عليها وحضنتها
ازاى عرفوا انهم يشبهوا بعض ؟؟؟؟
ازاى حبوا بعض اوى كده؟؟؟
سبحان الله وفضلوا ماسكين ايدهم فى ايد بعض بجد منظر حلو جدا
ريهام... تعرفي إن المشهد يستحق قصة لوحده :)
إرسال تعليق