أبريل 21، 2009

من أخبار الموت



كنت أعبر الطريق حين ظهر السائق المتهور فجأة, وبدأ من حولي يهرولون يمنة ويسرة.. كنت على بعد خطوات من الشركة التي أعمل بها. وقفت في منتصف الطريق نظرت في عيني قائد الأتوبيس الأرعن.. في عينيه مباشرة وابتسمت.
منذ متى لم أعد أخشى الموت.. لا أعلم ربما منذ قرأت مقولة ويليام شكسبير على لسان يوليوس قيصر.. حيث قال إن الشجعان لا يخافون الموت وأن الجبناء يموتون ألف مرة.


Cowards die many times before their deaths
The valiant never taste of death but once
Of all the wonders that I yet have heard
It seems to me most strange that men should fear
Seeing that death, a necessary end
Will come when it will come


هذه أول مرة أكتب عن شيء ليس لي به دراية كافية لكن إن لم تكن تعلم شيئاً عن الموت, إن لم تتفكر فيه من قبل, إن لم تستشعره, تعال أحدثك أنا عن أخباره..

كثيرا ما شارفت على أعتاب الموت أثناء النوم. الدراسات تقول إن المصابين بالغيبوبة والمشرفين على الموت يرون نفقاً مظلما في نهايته نور ينجذبون إليه. رأيت هذا في منامي بأشكال مختلفة. وانجذبت إليه. يقول د. مصطفى محمود "لو أكملت السير في النفق فربما تموت في الواقع, لكننا ليس لدينا أدلة كافية على هذا, فلم يكمل أحد النفق وعاد مرة أخرى كي يخبرنا!!!"

خروج الروح ليس مؤلما جداً. على الأقل لن يكون مؤلماً جدا لجميع الأشخاص. فالروح حين تخرج تشعر بها كوخذة في كل خلية بجسمك, تشعر أن مغناطيس كبير يجذب ذرة حديدية في كل منها. تسألني كيف عرفت هذا؟ عرفته من كوابيسي.

قد يكون كل ما قلته مجرد هراء، قد تقول إنني فقدت عقلي. فالموت أمر غيبي لا يعلمه إلا من مر به. وأنا لا أكتب هنا كي أخترق حرمة هذا الغيب, وإنما أنا أكتب عن الشعور بالموت, الإحساس به, انتظاره وترقبه.

أشد ما أعجبني في رواية واحة الغروب ترقب البطل للموت وترحيبه بفكرته. هذا يعطي للبشر حرية كبيرة وشجاعة لا توصف. أذكر دائماً قول خالد بن الوليد: "لم يبق شبر في جسدي إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير"! كان خالد يتحسر لأنه أراد أن يواجه الموت قوياً فيموت شهيداً. هذا الترقب أورثه القوة طيلة حياته.

منذ عدة أسابيع شاهدت فيلم ويل سميث الرائع 7 Pounds,

؟ What's the emergency -
There has been a suicide -
Whose the victim -
I am -

هكذا بدأ الفيلم الذي جسد الموت في صورة قنديل البحر. كيف لم أفكر في وجه الشبه من قبل؟ لابد أن الموت مثل قنديل البحر أبيض, هادئ, ورزين, وقوي. لابد أنه نقي وطاهر وشفاف.

لم يخش الرسول (ص) من الموت, لكنه حزن على فراق ابنه فقال: "إن القلب ليدمع وإن العين لتحزن على فراقك يا إبراهيم".
الموت ليس مخيفاً إذا. الموت لا يخيف من يقبلون عليه. إنه يخيف من يتشبثون بالحياة. كما أنه أقل إيلاماً من الفقد.

هناك 19 تعليقًا:

أسما يقول...

لا لا لا لا ! انت ما تتفرجش علي افلام تاني بتاتا، و ان كان لابد منه، يبقي تشوف افلام كارتون... و قفت ف وش الاتوبيس، يا مجنون :) اوعي تعمل كدة تاني، اه ما هو مش كل مرة تسلم الجرة يا عم، و لا ايه؟

خمسة جد بقي، بص هو ما حدش يعرف الموت شكله ايه و لا اي حاجة عنه، بس و الله يا عمرو الدنيا علي كل البلاوي اللي فيها دي ساعات باحس انها تستاهل تتعاش... لما تفرح من قلبك اكيد مش هتتمني الموت و لا هتستهون بالحياة.

عمرو يقول...

أهلا إيولد,
مين قال إني باتمنى الموت. أنا بس كنت باحاول أقول إن اللي هايعرف يعيش صح.. وينجح في حياته هو شخص لا يخاف من الموت, بل يتوقعه وينتظره ويتأمل فيه
:)
وبعدين لما أموت من ينكد على زوار لمدونة ويجيبلهم اكتئاب؟

أسما يقول...

: )

عمرو يقول...

التعليق الأخير ده مسروق.. وأنا هاقيم دعوى عليكي لأني أملك حقوق الملكية الفكرية بتاعته
:)

تــسنيـم يقول...

نعم لا يخشى المــوت إلا من يتشبث بالحياة... ولكننا نخشى الموت لأننا نعرف أنه يظهر فجأة على الأعتاب ويتجول بين الأحباب سارقاً إياهم منـــا تاركاً الحسرة والمرار..


أنا الأخــرى حدث أن جربت تلك الحالة ولكنها كانت بصورة مختلف... ترتفع فجأة تاركاً جسدك تنظر إليه من عل.. تشعر بخفة لا تُماثلها خفة وترى الأحباب الذي سبقوك وتستشعر أرواحهم وترى العالم من عل في صورة ثلاثية الأبعــاد... لم تؤلمني مفارقة الجســد ولكن ألمنــي العودة إليه والإندمـاج فيه عندمـا أخبرني أحدهم أن ميعادي لم يحن بعد ويتحتم عليا العودة :(

تــسنيـم يقول...

للعلم... لم تكــن حلم


ولكن لا تُفشي الســـر

آيــة يقول...

لم أختبر هذا الشعورم ن قبل !
لكني جربت مرارا أن أشعر به ( الموت ) قريبا .. في مكان ما حولي .. كما لو كان يحوم !

محمود في واحة الغروب بدت الشجاعة في مواجهة الخوف كما لو كانت الحل الأخير أمامه ..لمواجهة خوفه و هروبه الأزلي منه.

نعم .. الموت يخيف من يتشبثون بالحياة !
بس احنا بننسى الموت .. و بنتشبث بالحياة .. حتى لو عامللين مش فارقة معانا !
طبع البشر بقى

:)

عمرو يقول...

أهلا تسنيم
وأنا باقول المدونة منورة ليه، أتاريكي مشرفاني فيها
لن أفشي السر طبعا
كلامك أثبتلي مشاعري.. ياريت لو أي حد مات تاني غيرنا (في الحلم يقول)
شرفتيني

عمرو يقول...

أهلا آية مش هنا
دي أول مرة تزوريني مش كده؟ منين بقى عرفتي المدونة وإزاي وصلتي؟ ومين ابن/بنت الحلال اللي دلك علي عشان أشكره
انتي مش هنا صحيح؟
أتكلم جد بقى.. صح كلامك احنا بننسى الموت. بس اللي يقدر يفكر فيه كتير ويتأمل هو الوحيد اللي هايعيش صح
شرفتيني بالزيارة وأتمنى تتكرر.

تــسنيـم يقول...

لأ دي تاني مرة آية تزورك :) بس هيا مقدرتش تعلق على بوست رجــل نعرفه


وبعدين إنت اللينك بتاعك موجود في شريط الأخبار يا فندم وفي كل المدونـــات مش محتاج إعلانات من حــد يعني


سيب الإعلانات للغلابة اللي زيي

آيــة يقول...

:)
اهي بنت الحلال قالت على نفسها :)
تاني مرة فعلا .. و عجزت عن التعليق على ( رجل أعرفه )
و آه .. أنا مش هنا :)
بس لما آجي هقول يعني .. في حاجة أبلغهاني لما آجي ؟

آيــة يقول...

احم ..معلش عاملة دوشة في المكان ..
اصلي افتكرت انها المرة التالتة .. قبل ما نت الحلال تقولي كنت جيت مرة هنا معرفش ازاي من زمااااان و قريت تحليلك الرائع لواحة الغروب .. و كنت لسه مخلصاها ..
و كنت متوقعة لما افتحها هلاقي تعليقي .. بس ملقيتش !!!!
يمكن عشان مش هنا !

عمرو يقول...

أهلا تسنيم.. طبعا طبعا.. الشخصيات العامة اللي زيي حياتهم بتبقى مش ملكهم ولكن ملك الجمهور وحتى الأشياء الشخصية زي المدونة الشخصية بتبقى في شريط الأخبار. أعمل إيه ده قدر المشاهير اللي زيي

ملحوظة: أكبر غلطة إنك تديني الإحساس إني راجل مهم, لأني باصدق
:)

عمرو يقول...

أهلا آية
أنا مش فاهم ليه ما قدرتيش تعلقي على موضوع رجل أعرفه؟
وبعدين فين تعليقك على واحة الغروب؟
أنا عايز التعليق ده فورا.

تســنـيم يقول...

لأ صــدق إنــك مهــم

لأنـك كده بجــد

:)

nor يقول...

عزيزي عمرو

انت شوفت pound 7
تعرف ده فيلم من نوعية الأفلام التي تترك أثراُ جميلاً على الرغم من ان أحداثها التي تبدو على العكس من ذلك.

عمرو يقول...

صحيح كلامك يا نور
الفيلم يموت من الضيق
مرحبا بك ولا تغيب عنا ثانية

أحمد الشمسي يقول...

أهم جملة:
الموت أقل إيلاما من الفقد!

عمرو يقول...

نعم أحمد هو أقل إيلاما بكثير