فقد
قبلني أبي..
سألني أين ذهب "الساندوتش" فأشرت إلى الدب المرسوم على مريلتي عند بطني. ضحك وحملني ثم خرج بي من المنزل. وضعني أمامه على الدراجة. وقاد بي, غنى وأخذت أردد معه:
كان فيه واد اسمه الشاطر..
غنى أبي الكثير من الأغاني ورددت خلفه, أحيانا كنت أنشغل باللعب بجرس الدراجة فيلتقط يدي ويقبلها بفمه الكبير, وأحيانا كنت أفرد يداي في الهواء وأغمض عيني فأحس كما لو كنت أطير. ضحكت كثيرا وضحك وحين وصلنا أنزلني. مشى معي في طرقة طويلة وأسلمني لسيدة دخلت بي إلى حيث وجدت وجوها كثيرة لأطفال في مثل عمري يلبسون مثل مريلتي. قال إنه سيعود ليأخذني وإنني يجب أن أبقى هادئا وألا أزعج المدرسين. حين انغلق الباب. جريت نحوه لكن الأستاذة أمسكت يدي وأجلستني. أدرت بصري في المكان فرأيت وجوها لا أعرفها, بكيت وأخذت أضرب الأرض بقدمي, ضربتني الأستاذة فبكيت أكثر ووضعت رأسي على الدرج وناديت أبي..
- أين ذهبت ولم تركتني هنا؟
حين رفعت رأسي, كانت الدموع لاتزال تتخلل لحيتي, وجدت يدا ممدوة نحوي:
- البقاء لله
أدرت بصري في السرادق رأيت وجوها لا أعرفها.. فبكيت أكثر